مسرحية ملوك الطوائف روعة من روائع قرطاج

بقلم : محمد المي
بعد أن عرضت سنة 2003 لمدة ثمانية اشهر وقد كان مؤلفها الحقيقي منصور الرحباني على قيد الحياة ( توفي 2009).
وعرضت بعد وفاته سنة 2010 بمناسبة افتتاح الدوحة عاصمة للثقافة العرببة وقد كنت محظوظا بحضور ذلك العرض صحبة صديقي الدكتور محمد لطفي اليوسفي ، كتب القدر لي أن اشاهد ملوك الطوائف على مسرح قرطاج حيث قام كل من غسان صليبا وهبة طوجي الى جانب فريق ضخم من الممثلين والمؤدين بعرض أقل ما يمكن القول عنه انه رائع .
فالرحابنة هم سادة المسرح الغنائي دون منازع وقدموا عشرات المسرحيات التي بقيت منتقشة في الذاكرة على غرار :

بعلبك موسم العز التي مثل فيها وديع الصافي الى جانب المطربة صباح وغيرها من الروائع التي مثلت فيها فيروز نفسها  مثل مسرحيتي : 

صح النوم 
وميس الريم 

وشاركها فيها الكبير نصري شمس الدين


ملوك الطوائف : تفضح تشرذمنا

مسرحية ملوك الطوائف هي اخر ما ألف منصور الرحباني في المسرح الغنائي وهو تروي فترة تشرذم العرب في اخر ماتبقى من المجد العربي حيث انقسم الملوك الى طوائف وكانوا يدفعون الجزية مقابل استمرار "عزهم " و" سلطانهم " وفيما كان الشعب يرزح في الفقر والحاجة كانوا يرفلون بين الجواري والغلمان واطلقواعلى أنفسهم القابا كالمعتمد والمعتضد والمتوكل ...الخ حتى قال فيهم الشاعر :

ألقاب مملكة في غير موضعها
             كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد


فانتهى بهم الأمر نهاية مأساوية اضاعوا مجد أمة نحن نعاني مأساته الى يوم الناس هذا .
حالة التشرذم اللبناني كحالة التشرذم العربي واليوم لا يختلف عن الامس لا شيء تغير .

مسرحية درس

كم ابهرتني الملابس وكم خلبت عيني الأضواء وكم انبهرت بجمالية النص الذي يعج انتقادا ويفيض شعرا ويومئ ويفصح ويفضح ويعري ويقول المسكوت عنه لا بلغة فجة مباشراتية بل بسلاسة وروعة .
امتلأ مسرح قرطاج لمتابعة عرض مبهر يرتقي بالذوق العام ويؤكد ان مدرسة الرحابنة مدرسة الأباء والأبناء وأن فن الرحابنة الذي يدعو للوحدة زمن التشرذم هو الماء العذب في عمق المحيط وهو النسيم البارد في قلب الصحراء وذلك هو الفن الحق وتلك هي رسالته السامية.

شكرا لهذا الاختيار .

تعليقات