المزي يحفظ ذاكرته الابداعية


بقلم / محمد المي 

أقدم المخرج المسرحي حمادي المزي على تجربة توثيقية تعتبر سابقة بأتم معنى الكلمة حيث وثق لمسيرة ثلاثين عاما من العطاء 
      للمسرح التونسي أنجز فيها تسعة عشر عملا مسرحيا في دار سندباد للمسرح هي للتذكير 

الناعورة أو سيدي المنصف دون كيشوت 
حدث أبو حيان التوحيدي قال /الامتاع والمؤانسة 
دع عنك لومي / أبو نواس
التوبة / أبو العلاء المعري
ويستمر التحقيق
كتاب النساء
شهرزاد / بلغني أيها الملك السعيد
حفلة الباكلوريا
البروف 
كواليس
حكاية طويلة 
العاصفة 
الكرنفال
موال 
مسرحية سينما
حق الرد
الاستعراض 
المسرحية 
الكواسر

كل هذه الأعمال امتدت على ثلاثين عاما وقد مثل فيها العديد من الأسماء منهم اليوم من هم نجوم في دنيا المسرح ومنهم من توفاه الله ومنهم من انسحب من الحياة المسرحية ومنهم من لايزال يقدم أعمالا ابداعية وبذلك تعرف من مر من دار سندباد من الاسماء وماهي 
المسرحيات التي مثلوا فيها وقد تتفاجأ عندما تعرف أن الشهيد شكري بلعيد مر من دار سندباد ممثلا 

في هذا الكتاب ا]ضا تجد معلقات المسرحيات وصور لقطات من المشاهد وهي بصدد العرض فضلا عن ملخصات ونبذات من النصوص التي قدمت ويشفعها حمادي المزي بالمقالات التي كتبت عن تالك المسرحيات من طرف عدة أسماء واكبت العروض وتفاعلت معها

الكتاب مادة توثيقية هامة تحفظ جزءا من الذاكرة المسرحية الوطنية وتخبر عن أعمال طواها النسيان ودخلت في دهليز الذاكرة المعتمة 

ان مشكلة ثقافتنا كونها لا تحترم الذاكرة أو لنقل لا تعيرها كبير الاهتمام وان ثمة "ذاكرة " فهي شفوية تروى في المجالس الخاصة ولم تكتب ولم تدون وهذا أكبر خطر لا على المسرح فقط بل على جميع قطاعات الثقافة التونسية 

هل لدينا مكتبة مسرحية تونسية؟ أو مركز بحوث ودراسات وتوثيق حول المسرح التونسي ؟ هل يجد الباحث بيسر كتابات الرواد كمحمد الحبيب وحسن الزمرلي وعثمان الكعاك وعبد العزيز العقربي ؟ هل لدينا بنك معلومات عن المسرحيين التونسيين ؟ هل لدنا متحف للمسرح التونسي ؟ هل وهل وهل الخ أسئلة من هذا القبيل تكاد لا تنتهي لتكشف عن واقع مسرحي مهزوز 

من هذا المنطلق نعد ماقام به حمادي المزي بجهد فردي عملا يستحق التصفيق (يقول ابن أبي الضياف ورأيت القوم يضربون كفا بكف وتلك علامات الاعجاب والفرح عندهم ) والتصفيق عندنا يعني الاعجاب والفرح 

الاعجاب بالقدرة على التوثيق 
الفرح لأننا ظفرنا بجزء من ذاكرتنا المسرحية 

ونرجو أن تتعمم هذه التجربة فينسج الكل على منوال حمادي المزي فنظفر بكتب لمختلف التجارب -مهما كانت قيمتها - وبقطع النظر  عن أصحابها المهم أننا نعرف تركتنا المسرحية  ونعرف أين وصلنا والى وصلنا الى ماوصلنا اليه 

الكتاب يتالف من 520 صفحة من القطع المتوسط 
قدمه محمد مومن 
وكتبت فوزية بلحاج المزي اختتاميته 
هذا الكتاب نشر بدعم من الهيئة العربية للمسرح 
يباع في مكتبات العاصمة بثمن قدره 25د 
كتاب وثيقة جدير بالقراءة نرجو له واسع الانتشار 

تعليقات