سيدة قرطاج في رواق السعدي

دأب الفنان محمد علي السعدي على عرض أعمال نسائية كل ذكرى من ذكريات عيد المرأة التونسية في 13 أوت من كل سنة مغامرا بعرض في عز الصيف حيث تعودت الأروقة اغلاق أبوابها والامتناع عن العروض لسببين بارزين 

عدم اهتمام الناس بالثقافة وتوجههم نحو المهرجانات والفضاءات المفتوحة
وتعطل لجنة شراءات الفنون التشكيلية 

السعدي لا يكترث بهذا ولا يهتم بلجنة الشراءات بل يعول على الخواص ويراهن على الثقافة في جميع الأوقات بقطع النظر عن الفصول ودرجة الحرارة وكميات الأمطار لاعتقاده بأن الفعل الثقافي يستوجب المغامرة 

المعرض الذي سينتهي يوم 24 أوت الجاري جمع أعمالا متفاوتة ومتباينة لأكثر من عشرين مشاركة فيهن من رسخت قدميها مثل  الفنانة الكبيرة نجاة الغريسي التي عرفت بمنحوتاتها الفولاذية ذات الأحجام الكبيرة والأزرق الذي يميزها وتواصلت تجربتها مترسخة محافظة على الخصوصية نفسها 

بقلم / محمد المي

من الأعمال التي شدت انتباهي كذلك خزفيات سماح الرحموني التي بدأت تعرض وشاهنا أعمالها في معرض الرابطة التونسية 
للفنون التشكيلية ويبدو أن سماح خزافة قادمة على مهل تعمل على تجويد فنها بصبر كبير وتسعى الى ايجاد ميزة تميز عملها عن سار الخزافين الذين عرفت أعمالهم 

لا يمكن في هذا المعرض عدم التوقف أمام عمل سارة بن عيسى الذي حمل البصمة الثنائية كالجدل بين القديم والحديث أو تواصل الأجيال حيث تلاصقت امراة متقدمة في السن مع شابة مبتدئة فتشعر بالتواصل والتكامل أو كأن الثانية سليلة الأولى ورغم طغيان اللون الأزرق على عمل سارة فان هذا العمل يقنعك بخلفية ويشي بحكاية ويسلط الضوء على رؤية

من الاعمال التي شدتنا كذلك في هذا المعرض عمل كوثر بوزيان وهو عمل استعملت فيه تقنية الكولاج واضافة مواد الى الخامة وهو أقرب الى الفن المعاصر منه الى الفن الحديث ولا أعرف لماذا اختارت عرض هذا فقط والحال ان لها قدرة على الرسم والتلوين أبانت عنها أعمالها السابقة 

سنية لخوة عرضت اربع لوحات صغيرة الحجم أبانت عن قدرة لرسم أحجام أكبر واستغلال فضاءات أرحب فهي أعمال فيها من الأناة والصبر وطول النفس ولكنها تحتاج الى مساحات أكبر حتى تبرز هذا الجهد الذي يستحق التوقف والتأمل 

مهى المي الفنانة الشابة المأمولة تعتبر مشاركتها الثالثة حيث شاركت مع الرابطة والنقابة ولكنها المشاركة الأولى في التصوير الفوتوغرافي وهي قامة على مهل 

عموما فان المعرض الذي كسر الروتين وشق القاعدة المتعارف عليها وهي انعدام معارض الفن التشكيلي في الصيف وقد احتفى المعرض بتجارب نسائية وأعطى الفرصة لعديد الأسماء المعروفة والمغمورة على قدم المساواة وبذلك يكون المعرض قد حقق أهدافه نرجو له الاستمرار وللأعمال المعروضة فيه واسع الانتشار 

تعليقات