(قيلولة ...لما)

(قيلولة... لما)
نص/جبّار الكوّاز.. العراق. بابل
لما رأيتُك
ِ
تحسستْ سواقي روحي
في ظهيرة من شهر( آب)
ظلّت.ِالريحُ تسفي
في حديقة ظمئي
والعصافير بللها الخوف
ونخلتنا تستحم بأحلام الشمس
وكوز جدي الغرنوق ثلمت شفتيه
قبلاتُ سنين الجمر
سرقتنا القيلولةُ  بظلال سحرها
فكنتِ الرؤيا
رؤياكِ غيوم ومطر ونشيج
ورؤياكِ عسل وحليب وجنان
طلبتُ من تهواها روحي
  فلم اجدْكِ
استيقظت هلعا
طلبتك 
فلم تكوني معي
خرجتُ الى البرية
مهرولا
صرختُ
يانساء بابل
يا حوريات الازقة
يا أرامل الحروب
ويا صبايا الفجر
اين حبيبتي؟! 
حبيبتي التي طلبتها روحي
سألتُ العشب عنكُ
سألتُُ الاوراد
والنخيل
والطبور
والنهر
والأيائل
والثعالب
والذئاب
سألتُ الريحَ
والنجوم
والغيوم
والتراب
والنار
والهواء
سألتُ امي
واخوتي
جيراني
وخلاني
اين مضت حبيبتي؟!
حبيبتي التي تستحي نخلتُنا من جمالها
فلم يجبني احد
كأنهم سكارى وما هم بسكارى
و الطيرُ صافناتٌ فوق رؤوسهم
بكيتُ
هرمتُ فجاءة
تساقطتْ اسناني
تناثرَ لحمي
يبسَ جلدي
تشققت شفتاي
سقطَ قلبي
باكيا
فرأيتُكِ فيه
تبحثين عني  بجنون
يا لحزني!
ويا لحزنك!
فالاحلامُ
تسرقُنا بخبث ساحر
في قيلولة ظهيرة من شهر (آب)
حين تكونين
معي لما
لم أكن معك
وحين اكون معك لما
لم تكوني معي
يا لخديعتنا
الكبرى!!!

تعليقات