وداعا يا مصطفى الأدباء.. وداعا يا ابراهيم

بقلم : محمد المي

هل أعزي نفسي قبل أن أعزي أدباء العراق في فقدك يا مصطفى الأدباء ...يا ابراهيم

أي أدوات النداء أستعمل حتى تسمع صوتي من تونس ليصلك الى بغداد ؟

بغداد التي التقيتك فيها لأول مرة وانبهرت بالبيان الذي تلوته في المسرح الوطني و قد على صوتك مدويا ، مهددا حكومة بلادك لتلزمها بألا تختار وزير ثقافتها الا بعد استشارة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين .

وضعت يدي على قلبي وقلت كيف يقول مايقول دون اعتبار لكاتم صوت قد يسكت صوته في بلد ينقصه الأمن والأمان
يومها قال لي شاعر مصري : مارأيك فيما قال الأمين العام لاتحاد كتاب العراق فأجبته على الفور نحن في العراق لا يمكننا الا ان نتعلم من العراقيين ولسنا في مقام من يبدي رأيا .

كانت سهرتنا بعدها مع رياض الغريب وجبار الكواز وعبد السادة البصري وعمر السراي وعمار سلمان المسعودي  وقد سمحت لي أن أقول مايعتمل في ذهني وأوصيتهم بي خيرا رغم أن كلامي لم يعجبك حتى حسبت أني لن أعود الى العراق ثانية .

بعد عودتي بأشهر قليلة جاءتني دعوة لحضور المربد فقال لي عبد السادة لقد أصر ابراهيم على حضورك في مربد هذه السنة .
مرة أخرى كتبت مايزعج وسألتك على الخاص : هل أزعجك ما كتبت ؟ فأجبتني : لو لم تكتب ما كتبت لما عرفتك اكتب ماتشاء وثق انني سادافع عنك حتى ان اختلفت معك .

كم أنت عراقي ...كم انت وطني ...كم انت محب لبلادك ...كم انت جريء ...يا مصطفى الأدباء .

لن تصلني تحاياك الصباحية على الخاص كما عودتني ولن أقرأ بياناتك وتصاريحك النارية ولن اتلقى صورك الضاحكة ولكنك ستبقى حيا في ذاكرتي حتما . عرفتك في نفس الفترة التي عرفت فيها العراق وأنا الذي كنت ارجو من الله ان مت أن تسافر روحي الى بلاد ألف ليلة وليلة

عرفتك في اتحاد الجواهري الذي لايبعد كثيرا عن تمثال كهرمانة التي تسكب زيتها الساخن حتى تسفر عن لصوص بغداد فكيف أنساك يا أخي وانت ساكن في ذاكرة تختلط فيها التواريخ بالأمنيات .

نم هانئا يامصطفى الأدباء ..يا ابراهيم الخياط 

.يا أيقونة أدباء العراق ...ياحبيبي ..ولك كل ياسمين تونس الخضراء وتحية كاتب من كتابها أحبك لوجه الله لا خوفا ولا طمعا ...ولئن الذي جاء قد جاء فأن الرحيل سيبقيك في ذاكرة لن تمحى


سلام الى روحك الطاهرة
سلام يا ابراهيم

تعليقات