غروب


                                  منذر العيني
هُو ذا مسائي دائمًا
أخْتارُ زاويةً
وأسكُنُها
سُؤالاً تلوَ آخرَ
والبياضُ مَساحةٌ سوداءُ
يرقنُ ذاتهُ
يتولّدُ النسيانُ فيهِ
تُصْبِحُ الآفاقُ ضيِّقةً
صُعودا أو نُزولاً
كيفَ حالكَ
أيّها المَنْسيُّ في مقهى الحديقةِ ؟
والعُيونُ رُسومُكَ الأُخْرى
على مَمْشى الدّقيقةِ
كيفَ حالك؟
والمسالكُ وَشْمةٌ عَمياءُ
تكفرُ بالوُصولِ
هنا مَساءٌ مُثْخنٌ
سفرٌ حَرونٌ
يُداهمكَ الغُروبُ
يذوبُ
تَذوبُ خلْفكَ
خُطْوةٌ
أو حلقةٌ
تكادُ تُجيبُ
والأصداءُ مَوْروثٌ
ووارثةٌ
وزاويةٌ مُحدَّبةٌ مُقعّرةٌ
حديقةُ سائحٍ
غجرٌ
وسابلةٌ
وألْواحٌ من الحركاتِ
مِرْآةٌ عجوزُ
...يجوزُ
شيءٌ ما
يُماثلنا
تمامًا
مثلما تسْعى الضحيّةُ
نحوَ مَوْتتِها
أُسارعُ في الذّهابِ
إلى سُؤالي
حيثُ زاويةٌ
تُفتّحُ حدّها
كالفخِّ
تُغْلِقهُ
لِتَغتالَ الحقيقةَ
في مَجازٍ دائريٍّ
بيتُهُ المَقهى
وصُورتُهُ
الأنا
تَخْتالُ في مَرجِ الهُبوبِ.
علاقةٌ دمويَّةٌ ضوْضاءُ
بينَ الموتِ
أَوْ بينَ الولادةِ
تُولدُ الأصْداءُ
أَصْواتٌ تَؤُوبُ
أَذوبُ.
سرُّنا
زمنٌ غُروبُ.                            

تعليقات