مهرجان البحر المتوسط مغامرة صيفية جادة

مهرجان البحر المتوسط مغامرة صيفية جادة


بقلم / محمد المي

لعل محاولة خلق أحداث ثقافية فكرية في الصيف من المحاولات الهامة لأن الصيف لا يحتمل الندوات الفكرية ولا يشجع على الكتابة والتأليف مثل الشتاء أو بقية الفصول .
من هنا تأتي المغامرة  التي قام بها حمادي الوهايبي مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان حيث جمع أربع جهات هي
القيروان
سوسة
المنستير
المهدية
لإقامة مهرجان البحر المتوسط للمسرح وهو يعقد في دورته الثانية ونرجو أن يستمر ويتواصل ويتطور .
عرض الافتتاح في القيروان
رغم أن القيروان مدينة غير ساحلية فان المبادرة كانت منها لذلك انطلق الافتتاح فيها وتحديدا في فسقية الأغالبة دون كلمات رسمية ودون حضور رسمي للمسؤولين الجهويين بعرض غنائي شبابي كان بمثابة الإعلان عن انطلاق المسيرة نحو المتوسط أو ساحل القيروان لتكون الجولة بعروض مسرحية مختلفة تعرض في مختلف المدن المشاركة .
كان الحضور عفويا ومميزا اذ تعود سكان مدينة القيروان السهر ليلا في الفسقية فكانت سهرة غنائية أدخلت المرح والبهجة على سمار الليالي
البداية لم تكن بمسرحية بل بالغناء لاعلان الفرح وتواصل المسرح مع بقية الفنون .
الندوة الفكرية
موضوعها البحر والمسرح ومنسقها هو الاستاذ حافظ الجديدي وقد حضرت الجزء الاول من الندوة التي لا أخفي أنها خيبت آمالي فقد تناول المحاضران نموذجين من المسرح الفرنسي وهما قد اعتمدا على نسخ سمعية بصرية لتحليلها والخلاص إلى استنتاجات والحال أن المسرح يجب أن يشاهد مباشرة والمسرحية يجب مشاهدتها عدة مرات ثم يقع الاستعانة بنسخة مسجلة للتذكر وتدقيق الوصف فضلا عن كون المتدخلة الثانية لم تتحدث عن البحر
كم كنت أود لو تناول المحاضران نماذج مسرحية تونسية للتركيز عليها وإلا ما فائدة أن تصرف أموال وطنية في فضاءات ثقافية ؟ لماذا تمول وزارة الثقافة تظاهرات فكرية؟
المشكلة لا تخص هذه الندوة فقط بل أغلب الندوات في عدة قطاعات لأن المتدخلين من المساعدين في التعليم العالي أو الأساتذة المساعدين الذين لا تتوفر لديهم مجالات لتقديم محاضرات هم مطالبون بها للترقية العلمية وإكمال ملفاتهم للترقية فيأتي كل منهم بما يشغله هو لا بما يشغل الساحة وما يحدث فيها .
هنا لا بد من إيقاف هذا النزيف وتوجيه الطلبة إلى الاهتمام بالثقافة التونسية وإلا فان الجامعة التونسية في واد والحياة الثقافية في واد آخر وهما كالخطين المتوازيين لن يلتقيا أبدا كلمة ختامية
أختم لأقول إن الجهد الذي يبذله الأستاذ حمادي الوهايبي يستحق الثناء والشكروالدعم المالي والمعنوي
المهرجان في دورته الثانية يتحرك بتؤدة فلا بد من عضد جهوده والشد على يديه حتى يكبر ويترسخ علنا ننسى مقولة لهو الصيف وجد الشتاء فيكون الجد على مدار العام متحديا كل الفصول

تعليقات