عودة اليوم الوطني للثقافة

بقلم : محمد المي

ها قد عاد اليوم الذي ماكان يجب أن يختفي أو يتوقف أعني اليوم الوطني للثقافة الذي يقع فيه تكريم العاملين في مختلف ميادين الثقافة واساسا المثقفين من كتاب وادباء ومسرحيين وسنمائيين وموسيقيين وراقصين وفنانين تشكيليين قدموا الاضافة وتميزوا في ميادينهم .
قلت ماكان يجب أن يختفي لأن هذا اليوم كان موجودا في العهد اابورقيبي اولا ثم في العهد النوفمبري


في العهد البورقيبي أحدثت جائزة الرئيس بورقيبة سنة 1969 ومنحت للعلامة حسن حسني عبد الوهاب وللشيخ محمد الطاهر ابن عاشور ثم اختفت وعوضت بجوائز وزارة الثقافة لتعود في عهد بن علي بيوم وطني للثقافة بدأ منتظما ثم تعثر اذ لم يعد موعده نفسه بل تقدم وتأخر وفيه كرم أغلب المثقفين اليوم حتى ممن تبرأ من بن علي وعهده ونالواالأوسمةوالجوائز .

جاءت الثورة ليختفي هذا اليوم وتراجعت حظوظ الثقافة والمثقفين على حد سواء وطغى السياسي على كل شيء حتى دور الثقافة تحولت الى حلبات للسياسيين . وكادت مدينة الثقافة ان تباع بالمزاد العلني للخواص لتحويلها الى نزل .

ولولا محمد زين العابدين الوزير الحالي لما تم فتحها لأنه كان مكلفا بادارتها في عهد بن علي وخرج منها دون ان يتم تصوراته التي عمل من أجلها فتحدى جميع المصاعب وفتح أبوابها وهاهو اليوم يواصل باعادة اليوم الوطني للثقافة مستغلا فرصة وجود الرئيس الحالي الذي يؤمن بالثقافة فهو مؤسس مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية واتخذ هذا القرار في ظرف تاريخي دقيق : نهاية عهد حكومة ورئاسة مؤقتة مذكرا بالحديث النبوي : لوقامت القيامة ووجد أحدكم فسيلة فليزرعها


العمل في الساعات الاخيرة واتخاذ القرارات الصائبة عسى ترجع تونس الى تونس التي نعرف والتي نحب .

لهذا اقول شكرا لسيادة الرئيس المثقف .
وشكرا للوزير المثقف.

تعليقات