الآن يحق لنا أن نفخر بوزيرنا المثقف 2/1

بقلم / محمد المي 

الآن وقد انتهت حكومة يوسف الشاهد وسترحل خلال اشهر قليلة قادمة يحق لنا أن نقيم آداء وزيرنا أعني وزير الثقافة الدكتور محمد زين العابدين لنقول منذ البداية انه أحد أهم وزراء الثقافة في تاريخ وزارة الثقافة رغم المآخذات التي يمكن أن نؤاخذه عليها ولا نتفق 
فيها معه ولا نجاريه فيها 

مدينة الثقافة 

هو الوزير الذي استطاع أن يفتح مدينة الثقافة بعد أن اعتبرها الجميع من أخطاء بن علي فوصفها بالشاوش بالمبنى الستاليني وفكرت لطيفة لخضر في التفويت فيها وبيعها للخواص ولم يقترب منها أي من الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الثقافة بعد 2011 وهاهي اليوم مدينة الثقافة تسد ثغرة كبرى وتحتوي أنشطة عدة وتستوعب  تظاهرات كبرى أذ يكفي أن نتذكر كيف كان حالنا كل افتتاح لأيم قرطاج السينمائية والمسرحية حيث لا نجد من الفضاءات سوى المسرح البلدي المهترئ وهو ملك للبلدية أو قاعة الكوليزي وهي ملك خاص وليس لوزارة الثقافة أي فضاء خاص بها 

أيام قرطاج

مامن شك أن أيام قرطاج السينمائية أو المسرحية التي عدت من مكاسب الثقافة قد تدعمت بأيام أخرى نافستها واسترعت انتباه شرائح أخرى على غرار أيام قرطاج لفن العراس وأيام قرطاج للخزف الفني وأيام قرطاج للفن المعاصر وأيام قرطاج للموسيقى ..الخ وان كنت أحترز شخصيا على فقدان هذه الأيام لخصوصية على غرار أيام قرطاج للسينما التي كانت تعتبر أياما للسينما المناضلة ولفيلم المؤلف وذات توجه عربي افريقي فتمنيت شخصيا أن تسير كل الأيام المحدثة على هذا النهج أو تتخذ لها تسمية أخرى 

الفن التشكيلي

لقد حظي الفن التشكيلي في عهد محمد زين العابدين بما لم يتحقق له منذ سنوات حيث وقع نقل الرصيد المهترئ من المبنى القديم الذي يكاد ينهار على مافيه الى المكتبة الوطنية كمحاولة أولى لانقاذ ما يمكن انقاذه مع ثبت للرصيد والتعرف على محتواه ومحاولة رقمنته في انتظار استصلاحه فعرضه 
وان كنت ختلف مع فكرة نقله الى المكتبة الوطنية ولا أعتبر مايسمى متحفا في مدينة الثقافة متحفا ولكن ما حدث أفضل من عدم حدوثه ويمكن اعتباره خطوة أولى وجريئة لم تتم من قبل وكل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الثقافة لم يجرؤوا على ماتجرأ عليه 
محمد زين العابدين 

معرض الكتاب 

لقد ضاعف محمد زين العابدين ميزانية معرض تونس الدولي للكتاب خمس مرات مقارنة بميزانيته السابقة وهذا ما لم يخطر ببال كما أحدث المعرض الوطني للكتاب التونسي الذي شككنا جميعا في نجاحه واعتقدنا أنه من الأخطاء القاتلة ولكن تبين صحة ما ذهب اليه 
الوزير وخطأ العارفين بقطاع النشر 

المساعدات الاجتماعية والاحاطة بالمبدعين

أسماء عديدة لفنانين وكتاب من مختلف المجالات تدخل محمد زين العابدين وصرف لهم منحا اجتماعية ومساعدات مالية سواء في حالات المرض أو العوز الاجتماعي أو من باب التشجيع والأخذ باليد صحيح أنه لم يصرف من جيبه وانما هي أموال الدولة ولكن تكتم عليها غيره  ولم يبادروا بما بادر به محمد زين العابدين وهناك من كان يشتمه ويعرض به على صفحات التواصل الاجتماعي ولمنه لم يعاقبهم بل اعتبر ردة فعلهم طبيعية وسعى الى الاحاطة بهم وأعرفهم فردا فردا وهذا يحسب في ميزان حسناته وسيذكر التاريخ ما قام به هذا الوزير المثقف 

الاهتمام بأعلام الثقافة أمواتا وأحياء

هنا أتحدث عن تجربة شخصية وقعت لي عندما طلبت من الوزير جمع الأعمال الكاملة لأحمد حاذق العرف فوجدت من لدنه المساعدة رغم اعتراض هالة الوردي ومحاولتها عرقلة المشروع عندما كانت على رأس ادارة الآداب 
كذلك أذكر أني طلبت من الوزير السماح لي بأقامة ماوية البشير خريف وسعى المدعو عبد الكريم قابوس لتشويهي وحاول تحويل وجهة الدعم لفائدته متكا على العامل الجهوي فلم يبال الوزير وكذلك فعل بالنسبة الى خمسينية حسن                                                                                                                                                                                                                                               حسنيس                                                                                                                                                                                                                                                                                       عبد الوهاب ثم اتجهت النية الى تكريم الأحياء بندوات وطنية كبرى فكانت ندوات 
نافلة ذهب 
حسن نصر
منصف المزغني 
وكل أعمالها صدرت في كتب وهي سابقة تحسب للوزير وواصلنا العمل وأقمنا ندوات لكل من نورالدين صمود في نابل ثم محمد الطالبي فمحجوب بن ميلاد وعلي البلهوان وجلال الدين النقاش ومحمد الصالح المهيدي  كل ذلك لاعتبار المكانة التي يجب أن يتمتع 
بها المثقف التونسي حيا أو ميتا أفلا يعتبر هذا من الانجازات التاريخية التي ستحسب لمحمد زين العابدين؟ 

يتبع 




تعليقات