كتاب عن تاريخ الفن يغيب أكثر من مائة فنان ؟

بقلم : محمد المي

كتاب عجيب غريب صدر هذه الأيام عن دار سيراس للنشر مولته مؤسسة كمال لزعر

عنوانه :  "فنّانو تونس" ألفه كل من  رضا مومني والزا دي بيني   

الكتاب صادر باللغة الفرنسية في  475 صفحة في اخراج أنيق وهو من تقديم لينا لزعر رئيسة مؤسسةكمال الازعر للفنون. هو كما يدعي مؤلفوه  مانيفستو وتكريم لجيل كامل من الفنانين والمبدعين الذين كانوا في كثير من الأحيان يشتغلون على هامش المجتمع. هي نبذة أولى عن عمل مرجعي في طور الاكتمال. هو محاولة لملء شغور واضح في رفوف المكتبة الفنيّة التونسيّة علما وأنه ليس اول كتاب يتصدى للتأريخ للفن التشكيلي في تونس اذ يكفي في هذا المجال الاشارة الى الجهود التي بذلها علي اللواتي واخرها كتابه الصادر عن دار ارابيسك لعبد الرزاق الخشين

والحق أن هذا الكتاب فيه جناية كبرى على الفن التشكيلي التونسي  اذ نم عن جهل المؤلفين ومن كان حولهم بتاريخ الحركة التشكيلية التونسية فلم يقع في مقدمة الكتاب الحديث عن الجماعات والمجموعات التي برزت في التاريخ المعاصر وعملت على احداث القطيعة الذوقية والفنية والتغاير الجمالي والانشائي  وكأنه لا يوجد في تونس غير مدرسة تونس فجماعة الفن المعاصر ومابينهما كأنه تأثيث لفترة او ملء لفراغ ؟

الكتاب يترجم جهل المؤلفين بتاريخ الحركة التشكيلية في تونس والجهل حتى بأسماء الذين وقع الاختيار لهم من ذلك سأكتفي بذكر نموذجين لضيق المقام

نورالدين الهاني
في التعريف بنورالدين الهاني ذكر المؤلفان انه عصامي التكوين ؟ 
والحال أن نور الدين الهاني جامعي
تحصل على شهادة الباكالوريا سنة 1973 من معهد الذكور بالمنستير وديبلوم الاستاذية في الفن التشكيلي سنة 1977 وشهادة الدراسات المعمقة من جامعة الصربون سنة 1980 ودكتواه الحلقة الثالثة من الجامعة لنفسها سنة 1982ونال شهادة التأهيل الجامعي سنة 1996من الجامعة التونسية فكيف يتحول في معجم مؤسسة لزعر الى عصامي ؟

النموذج الثاني يتعلق بايمان شتوان المولودة ببنزرت سنة 1981 تحولت في معجم لزعر الى مولودة في تونس العاصمة سنة 1980 ؟ 
ماذا يمكن ان ينتج عن عدم الدقة والتثبت في كناب يدعي أنه جاء ليسد فراغا ؟ ويؤرخ للحركة التشكيلية ؟ 
هذا الكتاب تم فيه تغييب أكثر من مائة اسم لا يمكن تجاهل وقعها أو الجهود التي بذلتها من ذلك 
المنوبي بوصندل

الحبيب شبيل 
محمد علي السعدي 
نجاة الغريسي 
هدى رجب 
حمدة دنيدن 
فوزية الهيشري 
رابعة سكيك
منى الدوف 
الزين الحرباوي 
فاطمة الصامت 
حسين مصدق
امال بن حسين 
الصادق الماجري 
المختار هنان 
علي عيسى 
عبد العزيز كريد 
امحمد مطيمط 
عبد الرزاق الفهري 
عبد الحميد بودن 
فتحي الزبيدي
الطاهر مميتة
صالح بن عمر 
الصادق قمش 
رضا بن عبد الله 
علي البطروني 
نهلة الوسلاتي 
ليندة عبد اللطيف 
البغدادي شنيتر 
نبيل الدريدي 
عبد الستار العبقروقي
عبد العزيز الهمامي 
محمد المالكي 
بنور مشفر 
محمد قيقة 
بوجمعة بلعيفة 
محمد الرصايصي 
ابراهيم القسنطيني
مالك سعد الله
امينة السعودي
نورالدين الحاج ساسي 
عبد الرزاق الخشين 
امين الشوالي 
نادية الماجري
حياة المؤدب القاسمي
فاضل غديرة 
عبد العزيز المحسني 
فؤاد الزاوش
مراد شعبة 
الهادي شاول
محمد العايب 
سارة بن عيسى
صابر البحري 
كوثر الجلازي 
سندة خليل 
كوثر تيتش
علياء الكاتب 
نعيمة شحاتة 
الهام تقتق 
اميرة الهمامي
انس عبيد 
الحجام
الطاهر عويدة 
بسمة الهداوي
منى الشوك
فايزة القروي


وقائمة طويلة لا عد لها ولا حصر واذا اعتبرنا بوشارل تونسيا فكيف نسكت عن روبوتزوف وجان كلود هنان وفابيو دي روكجياني وكراتشي ...الخ . هذا دون الدخول في جدل حول مدى اعتبار مصور فوتوغرافي كبوشوشة وكاهية وعصمان .. ينتمون الى مجال الفنون التشكيلية .

اما هناك سوء نية في هذا العمل او هناك جهل وعدم دراية فاختلط الشيء بعضه ببعض .


فعلا انه الفراغ الذي لا تحتمله الطبيعة ففي غياب المحاولات الجادة والرصينة وتراخي الاساتذة الذين يدرسون تاريخ الفن عن القيام بواجبهم تجاه بلادهم تبرز مثل هذه الكتب التحريفية لكي لا نقول نعتا أخر .

لقد حاولت مؤسسة كمال لزعر الاستحواذ على الرصيد الموجود في الفنون التشكيلية انطلاقا من ترميم اللوحات المهترئة فلما تصدى لها بعض الوطنيين من الوزراء فيما تورط بعضهم الاخر هاهي المؤسسة نفسها تعمل على كتابة تاريخ مبتور للفن ببلادنا .

لله الامر من قبل ومن بعد .


تعليقات

  1. والمنصف بن جامع لا ذكرته انت و لا الكتاب ...ذركرت اسماء نكرة و في بداياتها ومنهم ممن ذكرت اسلوبهم متشابه مع غيرهم ومنهم من سرق اسلوبا معروفا لاحد الفنانين العالمين بالضافة الى فراغ اعمال العديد ممن ذكرتهم من المحنوى الفكري و الحسي و الرؤية التثويرية في الشكل و اللون و المعنى ...

    ردحذف

إرسال تعليق