شعب يعاقب حكامه

بقلم : محمد المي

كل شي كان متوقعا الا أن تنتهي بين قيس سعيد ونبيل القروي .
بين الزبيدي والشاهد مثلا أو بين مورو وأحدهما ، لم تنجح الماكينة الاعلامية التي وظفت ولا البلاتوهات التلفزية الموجهة بل اتضح سوء التقدير وعدم القدرة على توجيه الرأي العام .

صفعة للاعلام

أول صفعة وجهت للاعلام الذي وقع توظيفه وللاعلاميين الذين عملوا خداما لأجندات زيد وعمرو وقبضوا في صمت .
صفعة للحاكمين

أخطاء يوسف الشاهد ومن أحاطوا به من هواة السياسة أمثال لزهر العكرمي ومهدي بن غربية هي التي أوصلته الى النتيجة الهزيلة التي توج بها مساره السياسي وهو في بداية العمر . نعم نجح في توظيف ماكينة الحكم ولكنه نسي اختراق الشعب وتونس الأعماق ، لقد صرح في حواراته أن فترة توليه الحكم لم تسمح له بزيارة العديد من المناطق في تونس الأعماق ! 
في فترة حكمه تفتت الحزب الذي صعد به الى الحكم وأنشأ حزبا جديدا ملأه بالهواة .
كانت وفاة الباجي وبالا عليه وكان تصرفه الأهوج جالبا للكوارث له وللشعب التونسي .


نجاح قيس سعيد

ربما رأى فيه الشعب أستاذ القانون الذي يتكلم كمعجم لغوي فانحاز لمواصفات تجعله يطمئن للعدالة التي اختل ميزانها وعاد التشكيك في القضاء ونزاهة القضاة والتدخل في الشأن القضائي .

نجاح نبيل القروي

الكل يسخر من " المقرونة " ولكن لماذا تم انتخاب " المقرونة " لأن الشعب وصل الى مرحلة الجوع بغلاء الأسعار وانهيار القدرة الشرائية واستقالة الدولة فيما يتعلق بالمسألة الاجتماعية . نبيل القروي اتجه الى هذه المسألة وسد الفراغ الذي تركه بن علي بعد اتتهاء منظومة 26-26 والمد التضامني وغياب السياسة الاجتماعية فانتخب الشعب نبيل القروي رغم تبييضه للأموال وتهربه الضريبي ووو
الشعب يسكت عن سارقيه شريطة أن يسهمه السارق بشيء من سرقته .


يسار مراهق لن يستوعب الدرس

مقر الحملة الانتخابية لقيس سعيد لايشبه الفيلا التي اتخذها منجي الرحوي لنفسه في المنار وقد انتهى توظيف اسم الشهيد الذي حادوا عن مبادئه وتناسوا قضيته وصعدوا على جثته للبرلمان 
الشهيد الذي حلم بالحزب اليساري الكبير فاذا بقادة اليسار ينقسمون الى ثلاثة مرشحين وكل يعزف على ليلاه فعاقبه الشعب بنسب اكثر من مخجلة بل بنسب تدعو أصحابها الى الصمت النهائي ان بقي لديهم ماء في الوجه .


اسلام سياسي يحتضر

طبعا وجهت صفعة مدوية لحركة النهضة التي كانت قياداتها تعتقد في قواعدها ودعت أنصارها الى التصويت لمرشحها المعلن عبد الفتاح مورو الذي خلع جبته ولبس بدلة افرنجية وخفف من لحيته وسعى ما استطاع سبيلا ليسكن قصر قرطاج .
انتهى الرصيد النضالي للاخوان كما تنتهي شحنة البطارية واستهلكوا رصيدهم منذ ان حكموا في عهد الترويكا ووقف الناس على مغالطاتهم وعدم قدرتهم من الاقتراب للشعب .


الشعب يعاقب كل هؤلاء

لقد كانت المفاجأة الانتخابية يوم 15 سبتمبر وستتلوها مفاجأت اخرى في الانتخابات التشريعية .
مؤسسة الرئاسة ليست أهم من البرلمان الذي سيكون مزقا من أطياف وأحزاب يصعب توحد قرارها مما سيرهق البلاد والعباد

تعليقات