هل يجدد قيس سعيد روح "الثورة"؟

بقلم : محمد المي

يعتقد البعض أن النظام القديم انتهى بانتهاء الباجي وتم التمديد لأزلامه ما أمكن التمديد وأن صعود قيس سعيد حتمية تاريخية لتجديد مقولات الثورة والنفخ في روحها من جديد .لذلك هب في صفوفه مايسمى بلجان حماية الثورة وبعض القوميين المتشددين وبعض الاسلاميين المتشددين وستتعزز صفوفه في الجزء الثاني من  الحملة بهذه المشتقات .

وأعتقد أن الغلبة ستكون لهذا الشق نتيجة انقسام العائلة الوسطية وتشرذمها الأمر الذي وصل الى ان يكون البديل عن قيس سعيد هو نبيل القروي للأسف الشديد . وهو أمر لم يقنع العديد الى درجة أصبحنا نقرأ دعوات الى الورقة البيضاء ودعوات الى مقاطعة التصويت وهذا أمر مخيف على الديمقراطية الناشئة وعلى تونس التي تتربص بها القوى الاجنبية طالما لم يكتمل السيناريو الليبي /الجزائري .

نعم لن تكون مؤسسة الرئاسة بهذه الخطورة المتوقعة ولكن هي المؤشرات الاولى لطبيعة نظام قادم خلال أشهر قريبة يتوهم تجديد ثوب  الثورة وبث الروح في مقولاتها وشعاراتها وهذا سيدخل البلاد في مرحلة تعيسة هي أتعس من المراحل التي سبقتها منذ 2011
لقد اهترأت الأحزاب الثورية واندثرت على غرار حزبي العمال والوطد او حتى النهضة والمؤتمر فالحزبين الأولين فقدا بريقهما وانحسر عدد منخرطيهما وبدل التوحد وبناء الحزب اليساري الكبير انطفأ كل حزيب على نفسه وكانت النتيجة المنتظرة صفر فاصل واما الحزبين الأخيرين وقد مرا بممارسة الحكم وافتضخت انتهازية قياداتهم وشرههم للسلطة وعدم فهمهم للحكم ودواليب تسيير الدولة فقد انحل حزب المؤتمر وصار مجموعة من الأحزاب ( عبو والمرزوقي وسنير بن عمر والعيادي..)  وتراجع عدد انصار النهضة الى اقل من النصف .


ستعرف تونس برلمانا كالمزق وحكومة من الهواة الجدد الشيء الذي سيعيدها الى نقطة الانطلاق الاولى وهو امر لن يحتمله المواطن التونسي الذي يئن تحت ما سلط عليه من غلاء المعيشة وضعف القدرة الشرائية .

تعليقات