كيف نجحت أيام قرطاج للخزف الفني؟

بقلم : محمد المي

أذكر أن المرحوم منصف السويسي قال لي يوم تجادلت معه وبلغ الجدل ذروته في مجالس  منزل عبد الرحمان أن أيام قرطاج المسرحية على الشاكلة التي يديريها بها محمد ادريس هي أيام فاشلة لأنني عندما أسست أيام قرطاج المسرخية كان هدفي ألا ينام شارع بورقيبة منذ الثامنة ليلا وترجع الحياة الى الشارع الرئيسي

تذكرت هذه الحكاية عندما أرجع محمد الحشيشة مدينة الثقافة لا تنام ليلا وأنا أتابع أعمال الخزافين وهم يعزفون على الآلات الخزفية ليلا وهم يتبارون في فن التدوير ليلا وهم يطبعون الأوشام وهم يرقصون ويراقصون الحضور 

منذ اليوم الأول كانت الاحتفالية التي لم تنقطع بين الفضاءات الثلاثة 

معلم سيدي قاسم الجليزي 
متحف باردو 
مدينة الثقافة 

فضلا عن الفضاءات التي زارها الخزافون كنابل وقرطاج ..الخ 

تزوزعت أنشطة الأيام بين المسابقات والابداع والابتكار والزيارات والتعارف والتعرف الى معالم المدينة فقد زار بلادنا فنانون من مختلف أنحاء العالم من أمريكا ومن جورجيا ومن الصين ومن اسبانيا ومن ايطاليا ومن مصر ومن الجزائر ومن العراق ومن الأردن ومن السينغال فضلا عن الفنانين التونسيين ولم يقتصر الأمر على الفنانين بل طال الأمر الحرفيين من سجنان ومن نابل ومن جربة ومن المكنين 

ورشات في مدينة الثقافة تشتغل ليلا نهارا 
ورشات في سيدي قاسم الجليزي من الثامنة صباحا الى السادسة مساء 

نتج عنها عشرات الأعمال الخزفية بديعة الصنع بقيت في تونس لتؤثث المتحف الوطني للخزف الفني نعم سيعاد فتح المتحف الوطني للخزف الفني الذي تجددت خزائنه وأعيدت اليه الروح وجددت جدرانه المهترئة وزيدت الى مجموعاته مجموعات جديدة من الخزفيات الفنية البديعة 

ندوة فكرية شارك فيها كبار المختصين وأثارت نقاشات وجدلا ووثقت أعمالها لتطبع في كتاب فني فاخر يعزز المصنفات العلمية حول الخزف الفني 

ثم ماذا ؟ 

كتب أخرى هي تحت الطبع لتوثق للدورة التأسيسة لأيام قرطاج للخزف الفني مع كاتالوق فني فاخر يعرف بالفنانين وأعمالهم .

أعمدة خزفية في مدخل مدينة الثقافة عسى أن تعمم التجربة في الأماكن التي نريدها منارات ثقافية 

ثم ماذا ؟ 
لأول مرة استعراض بلباس موشى بالخزف حتى يفهم ممكنات الخزف وأين نستطيع أن نصل به وما هو المدى الممكن بالامكانات المتاحة 

لقد سخر العديد عندما أقدم وزير الثقافة الحالي على بعث أيام قرطاج للخزف الفني وعدوا ذلك فعلا مثيرا للضحك واليوم ماذا يستطيع أن يقول هؤلاء؟ 

لقد استفاد محمد الحشيشة من ثلاثة أشياء جعلت ينجح 

الأول أنه تعلم ادارة ملتقيات دولية فالسامبوزيوم هو التاسع أي على امتداد ثلاث سنوات كون قائمة عناوين وعلاقات واستفاد من تجارب وخبرات جعلته يدير أيام قرطاج للخزف الفني براحة كبرى .

الثاني هو الثقة التي منحها له الوزير الحالي الدكتور محمد زين العابدين عندما رفع في ميزانية سيدي قاسم الجليزي وجعله على رأس الدورة الأولى لأيام قرطاج للخزف الفني

الثالث هو الرغبة في كسب التحدي عندما اختار ثلة من الأعضاد الذين أحاطوا به فكانوا كالرجل الواحد همهم انجاج الدورة الأولى لأيام قرطاج للخزف الفني 

هكذا نجت أيام قرطاج للخزف الفني

تعليقات