ما للتونسيين يبقى للتونسيين فقط

حميد المزوغي: عضو المكتب السياسي لحزب الطليعة العربي الديمقراطي
ومؤسس اللجنة التونسية للدفاع عن جورج إبراهيم عبد الله


ما طبيعة القضية التي اثيرت ضدك؟

القضية التي أثيرت ضدي كانت على خلفية تحرك احتجاجي -مندد للسياسات الفرنسية في تونس والتي مازالت فرنسا تعتبرها مقاطعة تابعة لها رغم مضي أكثر من ستين سنة على اعلان تونس دولة مستقلة فهي مازالت تحافظ على نهج نهب الثروات التونسية (من ملح ونفط وفسفاط والقوانين المشرعة لصالح رجال الاعمال الفرنسيين منها قانون 72 سيء الذكر) إضافة الى المطالبة بإطلاق سراح المناضل العربي جورج إبراهيم عبدالله القابع في سجون النظام الفرنسي منذ اكثر من 30 عاما ، طبعا هذا برعاية اعوانها التونسيين الذين مازالوا يقبعون في الحكم الى اليوم و ينفذون مطالبها و اطماعها و يحققون من ذلك اطماعهم في مزيد التغول و تضييق الخناق على الشعب التونسي – الذي رافق زيارة ماكرون الى تونس أواخر جانفي أوائل فيفري من سنة 2018 الى تونس و رغم تعهد وكيل الجمهورية التونسية بحفظه للقضية في اول الامر بتعلة انه لن يصنع ابطالا جدد و لامتصاص غضب المحتجين و العدد الكبير للأساتذة المحامين الذين قدموا للدفاع عني  الا انه نشرها فيما بعد تحت عنوان انتهاك علم دولة اجنبية و اصبح وكيل الجمهورية بهذا فرنسيا اكثر من الفرنسيين و تم اصدار حكم غيابي في حقي يوم 28 فيفري 2018 تفطنت اليه صدفة حين ذهبت لاستخراج بطاقة عدد 3.

الا تعتقد ان خطابك استئصالي في وقت تحتاج فيه البلاد الى خطاب معتدل؟

في البداية أقول انني لست ضد الفرنسيين والشعب الفرنسي شعب ثورة الانوار شعب كومونة باريس وانما انا وككل منتم لهذه الأرض اريد ان يكون ما لتونس لتونس وما للتونسيين للتونسيين انا فقط ضد كل سياسات النظام الفرنسي الذي يعاني منه الفرنسيون أنفسهم..
انا ضد كل سياسات النظام الفرنسي التي تقوم أساسا على مزيد نهب المستعمرات القديمة والجعل منها حديقة خلفية لها وللإليزيه والتي لا تختلف عن سياسات ما يسمى بالمستعمرات القديمة ففرنسا مثل تونس تماما تقمع وتهين كل الاحرار ولنا كمثال على ذلك ما صنعوه بحركة السترات الصفراء وما يصنعونه منذ أكثر من ثلاثين سنة بالمناضل العربي جورج إبراهيم عبد الله والتي هي سياسات موجهة أساسا من اللوبي الصهيوني ما انفك كل زائري الإليزيه على الإذعان لها وقبولها دون قيد او شرط.
نحن لا نريد من فرنسا سوى ان تكون دولة صديقة تتعامل معنا في كنف الاحترام المتبادل وبسياسة الند للند لا سياسة معتمدة على مبدا الوصي والقاصر او مبدا السيد والعبد. 
كل ما نريده من فرنسا ان تكف عن استغلالها وتدخلها في شاننا الوطني وتعتذر لتونس وتعيد كل ما استولت عليه في فترة الاستعمار.


هل تعبر عن موقفك الشخصي ام عن موقف حزبك؟

معاداة الاستعمار والوصاية على بلدي ونهب خيراته وارتهان قراره وسيادته داخل حزبي جزء لا يتجزأ من قناعاتي الشخصية ومبادئي التي نشأت عليها وناضلت من اجلها سواء في الحقبة النوفمبري او ما بعدها.
ماذا تنتظر ان يصير في شأنك؟

يوم الأربعاء 18 سبتمبر سيكون موعد اخر مع المحاكمة وسأظل صامدا مدافعا عن وجهة نظري ومواقفي التي امنت بها وناضلت من اجلها وسأقبل باي حكم ستصدره المحكمة في حقي ما دمت مقتنعا اشد الاقتناع ان قضيتي عادلة كاقتناعي بوجود الشرفاء في سلك القضاء يؤمنون باستقلال هذا الوطن استقلالا تاما بعيدا عن كل اشكال النهب والاستغلال والارتهان.
كل ما انتظره العدالة وأقول في هذا الشأن إذا كان الحكم بالسجن عدلا فليكن.

تعليقات