مدنين تحفظ ذاكرتها المسرحية

ما من شك أن الاهتمام بالجانب التوثيقي هو أهم ما نصبو الى تحقيقه لذلك فاننا ندعو دائما الى اعتبار هذه المسألة ذات أهمية قصوى فلا معنى لندوة لا توثق أعمالها يعود بها المحاضرون في محافظهم الشيء الذي جعل بعضهم يقرأ المحاضرة نفسها في عدة ملتقيات وهذا نتيجة عدم التوثيق وكأن المسؤول الثقافي همه تسجيل نشاط يقول اننا ننشط ولا يفكر في حفظ الذاكرة 
هذه مشكلة أغلب مؤسسات وزارة الثقافة من مندوبيات الى دور الثقافة فمراكز الفنون الدرامية والركحية التي تكاثرت في عهد الوزير الحالي 
ولا نستثني الأنشطة الفكرية التي تقوم بها الجمعيات والمنظمات اذ تعقد الندوات وتنصب فيها الولائم ولا تتجرأ على نشر أعمال أي ندوة من الندوات الفكرية التي لا تتجاوز كلفتها المادية حفل الشاي الذي لا تتجاوز مدته العشرين دقيقة 
لذلك اليوم نعد حدثا اذا وجدنا مؤسسة ثقافية تتصدى للنشر وتجمع أعمال ندوة في كتاب وقد أقدم مركز الفنون الدرامية والركحية الذي يديره صديقنا الاستاذ جمال شندول بمدنين على نشر أعمال الندوة الفكرية التي انتظمت منذ أشهر قليلة حول اشكالية التجريب في المسرح التونسي 
وشارك فيها كل من 
هشام بن عيسى
فوزية المزي 
كمال العلاوي
فتحي العكاري
مريم العكاري 
الاسعد بن حسين
أحمد حاذق العرف 
وتم تكريم هذا الأخير بمناسبة صدور الجزء الأول من أعماله الكاملة وقمته الى جانب اللأستاذ الشاعر نورالدين بالطيب 
كل هذه المداخلات وثقت وصدرت في كتاب يحمل اسم ورقيات مسرحية وهو موضوع حديثنا 
الكتاب أنيق في اخراجه 
عدد صفحاته 100
يغري بالقراءة وهو وثيقة شاهدة على العمل والجهد المبذول لذلك لا يسعنا الا أن نقول 
شكرا لجمال شندول على هذا الوعي التوثيقي وعلى الجهد المبذول 
وندعو زملاءه الى النسج على منواله حتى نحفظ الذاكرة المسرحية التونسية ولا شيء أبقى من الكتاب

تعليقات