تميز ونجاح مراكز الفنون الدرامية ..رغم...

بقلم : محمد المي

سأتحدث عن مركزي الفنون الدرامية والركحية بتطاوين والمهدية كنموذجين يدلان على جميع المراكز الأخرى .
في ظل الخفوت الذي تشهده دور الثقافة وتراجع دورها تلعب مراكز الفنون الدرامية والركحية بالجهات دورا أساسيا في تحريك سواكن الثقافة والمياه الراكدة وقد كانت فرصة المهرجان الوطني للمسرح فرصة لبروز هذا الدور جليا .
اخص بالذكر مركزي تطاوين والمهدية لأني عاينتها عن كثب في الأسبوع المنقضي بمناسبة تكريمهما للناقد الكبير الاستاذ أحمد حاذق العرف أحد أهم وأبرز نقاد المسرح التونسي .

المركزان المذكوران لا يمتلكان لمقرين بل لهما بعض الغرف المستعارة من المركبين الثقافيين ورغم ذلك فقد استطاعا استقطاب جمهور عريض وتنفيذ برامج نوعية ساهمت حتما في تحطيم الركود وتذويب جليد الركود الذي تشهده عديد المناطق .
لقد سبق أن كتبت مقالا بعد زيارة مركز الفنون الدرامية والركحية بقبلي وقلت ان المكان الذي يوجد فيه غير كاف ليكون فضاء جيدا وتساءلت لماذا نوجد هذه المراكز اذا لم تتوفر البنية التحتية ؟ وأجبت على سؤالي بأن وجودها افضل من عدمه ...اليوم نوجد القدرات البشرية ونوفر حظوظا للجهات وحتما سيأتي اليوم الذي تتطور فيه البنية التحتية  فتونس ليس بلدا نفطيا ولكنه بلد غني بامكانياته البشرية .

حسام الغريبي أو علي اليحياوي من الكفاءات المسرحية المأمولة وقد اتاحت لهم تونس فرصة ادارة مركزين للفنون الدرامية والركحية ليحققا أحلامهما واحلام الطاقات المسرحية المتواجدة بجهتهما وبالتالي تعزيز الحراك المسرحي بصفة خاصة والمشهد الثقافي بصفة عامة .

ان مراكز الفنون الدرامية والركحية بالجهات ستحد من نزوح الوجوه المسرحية الجديدة الى العاصمة وستجعل للشباب المسرحي الجديد امالا يسعون الى تحقيقها في جهاتهم الداخلية لأن أغلب المتخرجين من المعهد العالي للفن المسرحي لم يعودوا بشهائدهم الى مدنهم التي جاؤوا منها بل استقروا في العاصمة طلبا للشهرة والمال .

اليوم بفضل المراكز الجديدة التي فتحت داخل الجهات سيقع الحد من ظاهرة النزوح الثقافي وتحطيم مركزية الفعل الثقافي للعاصمة وفي ذلك سيتنافس المتنافسون .

هنيئا لتونس بما تحقق لها

وشكرا للدكتور محمد زين العابدين الذي اقدم على هذه الخطوة التي ستعطي اكلها ولو بعد حين

شكرا علي اليحياوي
شكرا حسام الغريبي

تعليقات