الأصيل


                  منذر العيني         
الأصيلُ المرافقُ للظلِّ
شيّعَنا للمدى.
سمّرَ الوجهَ
قدّامَ تجعيدةٍ في غبارِ الطريق.
 لِينْطقْ صدى الطّفلِ من عرباتهِ
فوقَ ألوية العتبات.
لِتنطقْ تقاسيمُ وردتهِ.
 أصفرُ اللّون هذا المدى
كانَ يستوفزُ الأخضرَ الغبشي مِنَ الظلِّ
كنتُ أُحضرُ كأسينِ من خمرِ شدوتهِ.
عائداتٍ من النبعِ
كانتْ نساءُ "القصيبة" يطرقنَ أبوابَ آبَ
الذّي حصدَ العطرَ منّا
وكنّا سماءً تُلملِمُ صوتَ "صليحة"
لم تستوِ الرّيحُ بعدُ على المنحنى
 كانَ الأصيلُ
يُروّعنا بآستباقِ المسافاتِ
واللّيلُ مازالَ يسبحُ في الملكوتِ
و الطّفولة ذاتُ اليمينِ
وذاتُ الشّمالِ
تُحرّضُ شهوتها لِبُلوغِ الرّعافِ.
دمي أبصرتهُ الطّريقٌ على الخطواتِ.
عائداتٍ من النبعِ
أبصرنَ هالتهُ.
كانَ يُسرجُ وجههُ
لِآمْرأةٍ أفزعتْ آب
و كانَ الضّياءُ بريقًا لطفلٍ
سقى دمهُ من دم الغرباء
 وآحْتمى بالنّبوءاتِ
خلفَ مزارِ الإله
والأصيلُ بدا هرمًا
يتقوّسُ مثلَ نارٍ على سيرتي
والرّعافُ دمي
ودّعَ العائدات نحوَ ليلِ الطّريق.
أصفرَ مثلَ أيِّ ختامٍ
شيّعنا الصدى
عازفًا لحنهُ للغياب.
إلى مستقرِّ لها
دارت الأرضُ دورتها
أصفرُ أحمرُ لونُ هذا الإياب ...... 
والأصيلُ هنا يمّمَ الوجهَ
شطرَ بيتِ الضّباب....


تعليقات