هل يحق للنهضة أن تتحدث عن انتصار؟

بقلم : محمد المي

استغربت حقا اعلان النهضة انتصارها بحصولها على فارق بسيط في التتائج بينها وبين حزب نبيل القروي  ؟

اما ان قائدها يكابر لكي لا يظهر في صورة المنكسر أو هي تلك حدود تصوراته ووعيه البسيط اذ اصبح مجرد فوزه بمقعد لنفسه انتصارا لحركته .

لقد تواجدت النهضة في المشهد المجتمعي منذ 2011 وحكمت البلاد وتواجدت في كل الحكومات بل سطرت السياسات وأمضت على الاتفاقيات الداخلية والخارجية الى أن وصلت في أقل من عقد من الزمن تصارع "حزبا " تكون في أشهر قليلة معدودة زعيمه تلاحقه تهم تهرب ضريبي وتبييض أموال ومسجون !

كان يفترض أن تصل النهضة الى نسبة مرتفعة والى عدد مقاعد في البرلمان بأغلبية مريحة تمكنها من تشكيل حكومة ولكنها لن تفعل وستكون مهمتها شاقة ان لم تكن مستحيلة ومع ذلك تصر على اعلان الانتصار ؟

انتصار على من ؟ على حزب عقائدي ؟ على أسماء وازنة ومهمة ؟ على شخصيات كاريزماتية ؟ انتصار على من ؟ أم هو تسويق للوهم ؟ وعبث بالذقون وكذب لا مثيل له .

انها مكابرة كاذبة .

انها هزيمة حق .

ربما بسبب سياسة الغنوشي الذي بقي جاثما على صدر حركته مؤثرا صهره صاحب فضيحة الشيراتون قيت رفيق بوشلاكة ...

لقد هزمت النهضة يوم رشحت عبد الفتاح مورو فخسر فأعلنت مساندتها لقيس سعيد . ومن يومها فهمت أن عليها العودة للحديث عن الثورة وتحقيق اهداف الثورة ومقاومة الفساد وغيرها من الشعارات التي استعملتها في 2011 وتخلت عنها بمجرد وصولها الى الحكم بل صارت تبيض الفساد وتتستر عليه حتى فقدت قواعدها .

اليوم تعود النهضة مثخنة بالجراح بعدد قليل من المقاعد لن يمكنها من تشكيل حكومة ولن يمكنها من تمرير قوانين ولن يمكنها سوى من ابتعاد الغنوشي عن الحركة ليتلهى بالسباب والشتائم تحت قبة البرلمان وينهي شيخوخته مجرد نائب كالقصاص أو سنية بن تومية او فيصل التبيني ..نهاية " مشرفة " لزعيم شهد بثقته في الله وفي بن علي .

في الانتخابات الفارطة كان الخصم هو الباجي قائد السبسي وحزبه نداء تونس الذي التف حوله اغلب التونسيين نتيجة الاغتيالات والارهاب والكوارث التي عرفتها تونس ...فكانت الهزيمة معقولة ومبررة . أما اليوم وقد اختفى الباجي وحزبه ومبررات الهزيمة وأصبح الصراع مع مسجون تطاله شبهات فساد وحزب نشأ في ظرف أشهر معدودات وتمت شيطنة الحزب وصاحبه فكانت النتيجة مخجلة ولا معنى لها سوى ضمان خروج الغنوشي من الحركة لينهي مساره في نفس المكان الذي كان يجلس فيه ابراهيم القصاص أو سنية بن تومية .

نهاية مضحكة لزعيم حركة ...؟ كم كلف كرسي الغنوشي في البرلمان حركته ؟ او لنقل كم كلفة ابتعاد الغنوشي عن الحركة ؟ نهاية مخجلة خرج الغنوشي ليتحدث عنها بمكابرة وصلف .

عن أي انتصار يتحدثون ؟ من انتصر على من ؟ الممكن الوحيد الذي يجوز الحديث عنه هو خسارة تونس التي وصلت الى مرحلة لا تحسد عليها . وماينتظر بلادنا في السنوات الخمس القادمة ؟ ستغرق البلاد في الفوضى حتما اذ هي تقاد الى مجهول لاتعلمه الا القوى المتربصة بالجزائر ليكتمل المشهد ويعم الربيع العبري بل العربي كافة أقطار الأمة .

لا يهم كثيرا أن يكون قيس سعيد رئيسا أو نبيل القروي في ظل برلمان بائس كالذي ستعرفه تونس في السنوات العجاف القادمة .

تعليقات