الفن ينجز في القصرين

بنفس روح المثابرة والاجتهاد يواصل أعضاء الهيئة المديرة لأيام قرطاج للفن المعاصر تنفيذ برنامجهم داخل الجهات وكنا قد تحدثنا عن تطاوين وما حدث فيها على مستوى القرافيتي واستغلال المعلم الأثري قصر أولاد سلطان  فان البرنامج تواصل في القصرين ليكون يوم الأحد الفارط اختتام فعاليات النشاط الذي أقيم هناك والمتمثل في 

القرافيتي 

حيث اختار الفنانون تلوين محطات القطار المهجورة والتي أصبحت أطلالا تنعق فيها الغربان ومضبا للزبالة بل أماكن لتناول الممنوعات حيث تم تلوين الواجهات من طرف أشهر فناني القرافيتي في تونس لتكون أعمالهم في النهاية بمثابة اللوحة الواحدة وكأن فنانا واحد أنجزها والحال أنها قدت بصيغ مختلفة ومتباينة فكانت واجهتي  محطتي سبيطلة والقصرين لوحتين بديعتي المنظر غيرت نمطية المشاهدة وأتاحت امكانيات أخرى للتصور 


النحت

على غرار ماقامت به ريم العياري في الحمامات لدورتين مختلفتين فانه تم في القصرين الشيء نفسه حيث تم استدعاء عدة فنانين من دول مختلفة الجزائر ولبنان وفرنسا وايطاليا ...الى جانب تونس طبعا لانجاز منحوتات رخامية أو قصديرية  توضع في مداخل معتمديات القصرين وتستغلها البلديات لتجميل  مداخل المدن 
هنا نلحظ أن الفن بفضل هذه التظاهرة تحول الى حاجة والى مطلب حياتي مجتمعي اذ لن توضع هذه المنحوتات في متحف لتغلق عليها الأبواب بل قدت من رخام القصرين لتبقى في القصرين وبذلك حدث فعل تنموي جهوي حققته الثقافة وهو فعل ملموس وحقيقي اكد ان هذه الأيام قادرة على تحقيق التنمية الجهوية 

اضاءة المعالم الاثرية

باستغلال الأضواء والتقنيات التكنولوجية الحديثة ومثلما تم في قصر اولاد سلطان بتطاوين حدث الشيء نفسه في القصرين باستغلال الموقع الأثري بسبيطلة كمحاولة لأعادة الاعتبار الى التراث وتسليط الضوء عليه واتحاحة الممكنات القادرة على تحويله الى تحفة فنية تبرز جمالياته وامكانية استغلاله ليلا لا الاكتفاء به نهارا كمزار اثري تاريخي 

كل هذا يجعلنا نفول شكرا لاعضاء الهية المديرة الحالية للدورة الثانية لأيام قرطاج للفن المعاصر  على الجهد الذي بذلوه لتحقيق نجاح باهر يستحق الذكر والشكر وقد بذل وسام غرس الله جهدا استثنائيا في هذه الدورة كما أكدت مديرة الأيام سماح الحباشي فله التحية ونرجو أن تتم الأيام داخل العاصمة بنفس الروح التي تمت بها في الجهات 

تعليقات