ظهر في عالم المطبوعات كتاب فني فاخر ألفه الأستاذ حسين التليلي الناقد الفني المعروف حول التجربة الفنية للنحات الكبير الهاشمي مرزوق الذي عرف بمنحوتاته للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة حيث قام هذا الاخير بتجسم منحوتات فنية للرئيس بورقيبة في العاصمة وعديد المدن الداخلية
لكل تمثال قصة مع النحات الشهير ومع الزعيم الذي كان يتدخل في عمل الفنان ولا يوافق على منحوتة الا بعد أن يبدي فيها رايه وقد وقعت الاساءة الى العديد من تلك التماثيل بمجيء السابع من نوفمبر حيث تم اخفاؤها في دهاليز المعتمديات والبلديات ولم تحافظ دولة التغيير الا على البعض منها
بمجيء 14 جانفي صارت هناك نوع من العودة الى البورقيبية وقامت الأصوات الداعية الى اعادة تماثيل الزعيم مؤسس دولة الاستقلال وعادت أغلب التماثيل الى أماكنها الأصلية ووقتها تذكر الناس وتساءلوا عن النحات الذي قد تلك التماثيل
الهاشمي مرزوق الفنان الذي له عديد الأعمال الفنية المصنوعة بمواد مختلفة كالبرنز والخشب والحجارة وهو الفنان الذي استطاع خوض مغامرة تشكيل الاحجام الكبرى اذ لا يقتصر عمله على التشكيل والرسم العام للتمثال بل يعرف خصوصية الحجم الملائم لأن النحت ليس موهبة فقطبل هو علم بالمقاييس وفهم للأبعاد وتمثل للمجسم العام لها حتى تكون في المستوى المنتظر فيتقبلها الرائي وهو يتأمل في تفاصيلها فينبهر بجمالها دون أن يدرك التفاصيل والدوافع التي جعلت الفنان يبرز شيئا ليخفي أشياء
لنأخذ نموذجا دالا وهو تمثال الزعيم بورقيبة الموجود حاليا في شارع بورقيبة والذي يظهر فيه الزعيم باللباس الافرنجي وهو ما لا يتوافق مع الحصان اذ لا يسمح اللباس الافرنجي بيسر حركة الراكب فضلا عن كون احدى قوائم الحصان متحركة وهو مالا يتوافق الا مع الذين توفاهم الله أما الأحياء فيجب أن تكون كل القوائم مركزة على الأرض ولكن الزعيم فرض على النحات لأنه كان يريد أن يرى التماثيل التي ستبقى بعد وفاته
كل هذا وغيره يفصله كتاب الناقد حسين التليلي حول النحات الكبير الهاشمي مرزوق ويعطي عديد الاضاءات عن التكوين المعرفي والمهني للهاشمي مرزوق بل يكشف عن وجوه ابداعية اخرى لهذا النحات التونسي الرائد في مجاله ويضعه في مكانته في تاريخ الفن ببلادنا ويضيئ عدة مسائل حوله
الكتاب ثري في محتواه وغزير في المعلومات التي جاء بها وهو يسد ثغرة في تاريخ الفن التشكيلي في تونس ويعرف بتجربة كبيرة لقامة كبيرة اسمها الهاشمي مرزوق
ولنا عودة
تعليقات
إرسال تعليق