هموم تونسية : وزير بلا برنامج

بقلم : محمد المي 

الكل يتساءل عن اسم وزير الثقافة القادم 
أعتقد أن الأمر لا يختلف في بقية القطاعات الأخرى ولكنني سأتحدث عن الثقافة باعتبارها أخطر قطاع مع التربية رغم عدم مبالاة الكل بهاتين الوزارتين .

لم يسأل كان من كان عن برنامج الوزير القادم بل سألوا عن اسمه . لماذا ؟ 

لأننا تعودنا على وزراء بلا برامج يختارون على أساس الولاء لا الكفاءة .

خذ مثلا رئيس الحكومة الحالي الذي يقال انه بصدد تشكيل حكومته ، هل يعرف احد من التونسيين على أي أساس سيختار عناصر حكومته غير المحاصصة الحزبية ؟ يعني يمكن أن توهب وزارة الثقافة لمن هب ودب في نطاق هذه المحاصصة : لفنان شعبي مثلا ، لاستاذ جامعي مثلا ، لا فرق مادام يجد من يسنده . 
هل لديه برنامج ؟ هل لديه تصور ؟ هي اخر الأسئلة التي توجه إليه بل من الممكن أن يؤتى بوزير لا يعرف من الثقافة غير اسمها .

لاحظوا أن هذه الأحزاب التي تدعي مقاومة الفساد وتشتم نظامي بورقيبة وبن علي لم تقم منذ 2011 لا بإصلاح تربوي ولا ثقافي . برامج التدريس نفسها والتعامل مع الشأن الثقافي نفسه .

هل طلب رئيس الحكومة الحالي شخصيات لها صلة بالفكر والثقافة أن تقدم له برنامجا لإصلاح الوضع الثقافي مثلا وبعد ذلك سيختار الاكفأ ؟ طبعا لم ولن يفعل . 
سيتم الاختيار على مجرد شخصية موالية وسيؤتى به ووقتها سيبدأ رحلة اكتشاف الوزارة واسماء المسؤولين فيها والشخصيات الثقافية والامتيازات التي ستمنح له والسفرات التي سيتمتع بها ..و.و ..

لذلك ها أننا نسأل عن اسم وزير الثقافة القادم لا عن برنامجه لأننا نعرف مسبقا بأنه وزير بلا برنامج.

تعليقات