نص تأبين الفنان التشكيلي علي عيسى





الله أكبر الله أكبر الله أكبر 


باسم العائلة الثقافية التونسية   ننعى اليوم بكل حسرة وأسى قامة من قامات الفنون التشكيلية  و رائدا من روّادها، ننعى العزيز الراحل الفنان التشكيلي الفذ  علي عيسى الذي ترك بهذا الرحيل لوعة و حرقة في نفوس زملائه من الفنانين و المثقفين من تونس              و خارجها .. تركهم بصمت وهدوء..

الله أكبر الله أكبر الله أكبر .

إنّه لمصابٌ جللٌ، رحل عنا رجل ثقافة ملتزم عمل بأمانة و بحب كبير لفنه و لهذا الوطن.          تكونت علي يده أجيال من الفنانين التشكيليين التونسيين. وهو أحد الآباء المؤسسين لإتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين و يعود له الفضل في كتابة قانونه الأساسي. عاصر جيلا من الفنانين الرواد على غرار زبير التركي و ساهم معهم في بناء المشهد التشكيلي التونسي.
وافته المنية يوم الخميس 19 ديسمبر 2019 عن عمر يناهز 81 سنة.
ولد الفقيد في 30 مارس من سنة 1938 وزاول تعليمه الثانوي بالمعهد الثانوي ببنزرت قبل أن ينتقل للدراسة الجامعية بتونس في رحاب مدرسة الفنون الجميلة بتونس العاصمة في بداية الخمسينات من القرن الماضي.
تلقّى أكثر من تكوين أكاديمي بمعاهد وأكاديميات أجنبية على غرار الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة والجامعة الأمريكية ببيروت.
عمل في مجال التدريس في تونس ولبنان ، وأنشأ رواقه الفني الخاص Alyssa بباردو.
حصد خلال مسيرته الفنية الطويلة عددا هاما من التتويجات والجوائز المحلية والعالمية من فرنسا وإيطاليا وكندا ، نذكر من بينها الميدالية الذهبية للمهرجان الدولي للرسم بتونس (1992) والميدالية الفخرية عن أكاديمية باريس الشرقية للفنون البصرية والتشكيلية (1986) ، وتتويجا ثانيا عن الأكاديمية الدولية بمارينا الإيطالية .

الله أكبر الله أكبر الله أكبر

رحل عنا علي عيسى تاركا رصيدا كبيرا وثمينا من الأعمال التشكيلية التي يبلغ عددها حوالي 3000 عمل. وكانت آخر الأعمال الفنية عن الراحل فيلم تونسي بعنوان "الرجل الذي صار متحفا" وفيه أطلع الفنان المشاهدين على وصية مكتوبة بخطّ يده مفادها أنه يهب محرابه ومتحفه ومجمل أعماله التشكيلية والفنية إلى الدولة التونسية.
رحم الله الفقيد علي عيسى و تغمده بواسع رحمته و رزق أهله و أحبابه وكامل الأسرة الثقافية و التشكيلية جميل الصبر و السلوان .
وإنا لله وإنا إليه راجعون





تعليقات