أي مستقبل لحركة النهضة؟

بقلم : محمد المي 

من العبث أن نتوهم أن حركة النهضة سنة 2020 هي نفس الحركة التي عرفناها سنة 2011

سنوات الحكم أفقدت الحزب الكبير حجمه وحضوره وغادره العديد من المنتمين والانصار ولمتعاطفين والمؤلفة قلوبهم ...

السرية والمعارضة والملاحقة والاعتقال ...كلها كانت عوامل وحدة وتماسك داخل حزب ايديولوجي عقائدي يوهم منخرطيه بمصير أل ياسر (صبرا ال ياسر فان موعدكم الجنة ) وينظر المنخرطون لأنفسهم أنهم الفئة المسلمة التي تحارب الفئة الكافرة وانهم الامناء على الاسلام ونشر الرسالة .

كانت حلقات السرية وكان تحفيظ القرآن وكان التأزر ...فجأة جاءت الثورة وانتهى النضال وبدأ الكل يريد نصيبه من الجنة الأرضية في انتظار نيل النصيب من جنة الآخرة .

كان الفوز الساحق الحركة سنة 2011 في انتخابات المجلس التأسيسي وكانت المفاجأة .

لقد استطاعت انتخابات 2011 ان تلبي احلام واطماع قيادات الحركة اذ تمكن راشد الغنوشي من توزيع ثروة الحكم وغنيمة الثورة على القيادات التاريخية للحركة أما بمقعد في المجلس التأسيسي أو بوزارة ( حمادي الجبالي وعلي العريض ونورالدين البحيري ولطفي زيتون وعبد اللطيف المكي ورفيق بوشلاكة ويمينة الزغلامي وزوجة عبد الحميد الجلاصي وعبد الفتاح مورو وعلي بن سالم وعبد الكريم الهاروني وعامر العريض ومحمد بن سالموعبد المجيد الزار وسيد الفرجاني....الخ ) 
ومن بقي لم ينل من كعكة الحكم نصيبه بقي يمني النفس وينتظر دوره لاحقا . ومن نال نصيبه بقي متشبثا بالحركة مدافعا عن خياراتها  حتى جاءت انتخابات 2014 

هذه الانتخابات كانت رجة قوية للحركة التي بدأت تتصدع داخليا اذ تراجعت عن الصف الأول لصالح الحزب الناشئ الجديد وفقدت بسرعة كبيرة بريقها الأول وعاود الانتظار الجميع املين في تغير الاوضاع ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق حتى جاءت انتخابات 2019 المخيبة للامال فقد رجعت الحركة للمرتبة الاولى في الصف ولكن بمعدل ضعيف يدل على تراجعها ومكانتها الجديدة في المجتمع الجديد .

فرصة أخرى تفلت من النهضاويين 

رغم فوز حركة النهضة بالمرتبة الاولى ألا انها عجزت عن تشكيل حكومة بل انها خيبت امال النهضاويين أنفسهم حيث أبعد قادة الحركة عن السلطة ولم يتم اختيار أي منهم في حكومة الحبيب الجملي الشيء الذي سيجعلهم يشعرون بالخيبة وضرورة تعميق الصراع واحتمال الانقسام داخل الحركة هذه المرة وارد بقوة 
القيادات التي ذكرناها سالفا اغلبها لاوجود لها في البرلمان ولا في الحكم وهو أمر غير منطقي وهو الذي سيفرقع الحركة من الداخل وقد بدأت بوادر الانشقاق تخرج للعلن وستعرف البلاد في الايام القريبة القادمة تطورات خطيرة داخل حركة النهضة 
لنا عودة. 

تعليقات