بَـــــــــــــــــــــيْتٌ



بَـــــــــــــــــــــيْتٌ          

بقلم / منذر العيني


البيتُ أُحجيةٌ
قالَ مُرْشِدُنا
والظّلامُ يكادُ يُلابِسُ ضوءَ المدينةِ
شيءٌ مِن الإنتباهِ إِلينا
ستعرفُ أنَّ الحكايَةَ
يومانِ في المدحِ
يومانِ في اللّهوِ
يومانِ في ما يُشابهُ صمتَ الجنازةِ
إيقاعُنا شَغبٌ يتزايدُ في البُعْدِ
غرْبلةٌ حيّةٌ
لضجيجِ قوافلَ مرَّتْ
وَأُخرى تُداومُ فوقَ الرّصيفِ
على ضفّةٍ تتهاوى
وأُخرى تُعاندُ أبعادَها
مثلَ خطّينِ يشتبهانِ في الرّسمِ
والرّسمُ دائرةٌ
أو حُروبٌ بدائيّةٌ
من يَزيدُ يزيدُ
طُعونٌ لُحونٌ كُمونٌ
ومن فرَّ فرَّ
طريقٌ تُؤَدّي إلى الصّفرِ
قالَ مُضَّيِّفُنا.
لا
هو البيتُ
تعريفهُ الخَطْوُ
مَقْرُبةٌ من متاهتنا
مرّةً في الخلاءِ
وأُخرى هنا في العَمارةِ
والكلماتُ بِساطُ عَلاء
تُطالعُنا بالجديدِ
بلونِ التّجاعيدِ فينا
بأجراسها في سوادِ البياضِ
ظلامٌ يلابِسُ ضوءَ المدينةِ
إنّهُ الوجهُ ثانيَةً
في بياضِ السّوادِ
ضياعٌ على ضفّتينِ
وأرصفةٌ تتقاطعُ
واقعةً تلوَ أُخرى
بريدُ الأغاني الّتي نُسِيتْ
صورةُ آمرأةٍ تتندَّرُ بالموتِ
عينٌ معلّقةٌ قد رأتنا عُراةً
ونحنُ نراقصُ نارا
نُسامرُ ألوانَها
أو نُدخّنُ أصواتها
أو نُقافزُ أوتارها.
ذلكَ البيتُ وجهي
وجهُنا فوقَ ركحِ الحكايةِ
كفرٌ وعُسْرٌ ونَصرٌ
أمامَ هزائمَ مرّتْ
وأخرى ستأتي .

تعليقات