في مفهوم الظلامية

بقلم : محمد المي 

يعتقد العديد ان الظلامية تعني فقط أصحاب الفكر السلفي المتشدد .
نعم هي ذلك لأن الاسلام الحق دين متسامح ورؤية للكون منفتحة وثورة على القدامة والجمود ونحن اليوم لاعلاقة لنا بالاسلام الحق لأن المتحدثين باسمه شوهوه .
أريد اليوم أن أتحدث عن ظلامية أخرى نعيشها ونحياها بعيدا عن المعتقد والدين وهي ظلامية تتصل في جوانب منها بالروح والفكر أساسا .

فالذي لا يعرف تاريخه القريب فضلا عن البعيد ظلامي بالضرورة .

والذي يعادي المسرح والسينما والموسيقى والرقص والفن التشكيلي والنحت ...والفن عموما ظلامي لا محالة 

والذي لا يقرأ ولا يطالع ظلامي لاغبار على ظلاميته .

والذي يكره الحياة ويكره البشر ولا يرأف بالحيوان ولا يقدر أهمية النبات ظلامي حتما .

لو سألت شباب اليوم ماذا يعرف عن اعلام بلاده وعن معالم موطنه لما استطاع أن يفيدك بما يشفي غليلك  وقتها تسأل ماجدوى ما ندرسه لابنائنا وما جدوى المدارس والمعاهد والجامعات وأي جيل سيحمل المشعل من ايدينا ؟ ومن سيؤتمن على بلادنا ؟ والسؤال الأهم كيف وصلنا الى ماوصلنا إليه ؟ 

يتحدثون عن الثورة فهل يمكن ان تكون هناك ثورة اذا لم تكن ثورة في العقول ؟ ثورة تنقلنا من ضفة الجهل والتخلف وعدم الاعتزاز بالانتماء الى مصاف المعرفة والتقدم وحب الوطن .

حب الوطن الذي يتجلى في عدم البصاق في الشوارع والتبول على الجدران وعدم القاء الفضلات كما اتفق وصولا الى الذود عن الحمى وعدم التعدي عن السيادة بالارتماء في احضان الدول الاخرى .

مانعيشه اليوم ناتج عن فائض في الظلامية وعدم ادراك الظلام الذي يلفنا ونحسب أنفسنا خير شعب وأرقى امة والحال ان حالنا يدعو الى الشفقة والرثاء .

تعليقات