الدكتورة فوزية المزي تتحدث عن منتدى الفكر التنويري التونسي

وانا اطالع الكتاب الذي جمع المداخلات المنجزة بمناسبة الندوة التي نظمها الزميل والصديق محمد المي حول الكاتبة المتميزة نافلة ذهب، استعرضت مراحل انجاز هذه الندوة التي كان لي شرف الاسهام فيها بمداخلة امهرتها هكذا: "حكاية سليمان لنافلة ذهب: نوافل اغفلتها الفروض"

وغيرها من الندوات الاخرى التي اشرف على انجازها محمد المي واتبعت كل واحدة منها بكتاب يجمع المداخلات المنجزة وينشرها في وقت وجيز يكاد يكون قياسيا. ندوات وضع لها تصورا يتجاوز الاطار الادبي ل يشمل البعد الحضاري ويؤسس لتكريم المبدع الادبي والفكري من منظور نقدي يحفر في منتجه ويخترق اعماقه بادوات مبطنة معرفيا وحضاري. وهو منظور يبقى للاسف، مفقودا في مقاربة التظاهرات الثقافية للتكريم الذي عادة ما يقتصر على شهادة ودرع وظهور على اركاح مغتربة عن الفكر والابداع. كان المحتفى بهم في بادرة محمد المي تحت لواء" المنتدى الادبي والفكري"  

من الاحياء :نافلة ذهب وحسن نصر والمنصف المزغني وفيهم ايضا مفكرون اخرون غادروا منذ مدة بعد ان بصموا الحياة الثقافية ولقوا في هذا المنتدى تكريما وتذكية لذكراهم تؤثث اليوم المكتبة النقدية وربما توحي برهانات ممكنة للمكتبة النقدية المسرحية. 

اسوق هذه الملاحظات في لحظة رفعت بصري عن الكتاب الذي ذكرت، لما داهمني السؤال: كيف امكن لمحمد المي ان ينجز كل هذه الندوات : فعالياتها ونشر مداخلاتها والسهر على توزيع كتبها وتحريك الاعلام الثقافي بشانها. كنت سألته عما اذا كان يستعين بطاقم اداري او عمالي فافادني بالنفي. انجز كل ذلك بمفرده وفقط بدعم من وزير الشؤون الثقافية.

 هذا عمل يطلق عليه في سوسيولوجيا الثقافة " عمل ثقافي مندمج" يجمع بين اداءات عدة: التصور والاعداد والاتصال والتنشيط وادارة الحوار والنشر والتوزيع والتسويق. وكل من هذه العناصر تتطلب في الاصل فريقا يضطلع بها. فكل التوفيق للزميل محمد المي وكل الامتنان للدور الذي يؤديه في مضاعفة طبقات العمق في الانتاج الادبي والفكري الوطني. 

مع تحياتي فوزية بلحاج المزي

تعليقات