الروح التحررية في القرآن في اتحاد الكتاب التونسيين

انتظم اليوم لقاء في اتحاد الكتاب التونسيين حول الترجمة الجديدة لكتاب الروح التحررية في القرآن التي أنجزها الدكتور زهير الذوادي 

اللقاء اداره الباحث محمد المي الذي استهل كلامه بهذا التقديم : 

نحن اليوم في رحاب كتاب خطير (مهم) في الثقافة التونسية ويمكن اعتباره دون مبالغة من الكتب المؤسسة/الكتب المراجع فقد آثار هذا الكتاب ولايزال أسئلة الباحثين والدارسين لما يطرح بين طياته من مسائل وقضايا خلافية وربما هذا مايفسر ترجمته أكثر من مرة ومن اكثر من مترجم .

ولعل هذا يجعل قبل الاسترسال تفتح قوسا لنسأل عن سبب اختيار الثعالبي / الزيتوني اصدار كتابه باللغة الفرنسية ؟ 

عنوان الكتاب حجاجي فهو : 

يتجه الى غير المسلمين لدحض الادعاء بأن القرآن الكريم نص مغلق متزمت معاد للحرية ؟

ويتجه الى فئة من المسلمين (متزمتة ) ترى ان القرآن الكريم واضح الاحكام جلي التعليمات لا نقاش ولاجدال ولا اجتهاد في اياته البينات ؟ 

فاذا فهمنا مبررات الكتابة بالفرنسية للفئة الأولى فماهي مبررات الكتابة بالفرنسية للفئة الثانية ؟ 

لكي نلج هذه المسألة علينا التوقف عند بعض المعطيات التاريخية التي أراها اساسية لا بد ان تطرح أو تؤخذ بعين الاعتبار لفهم عدة اشكاليات ومن هذه المعطيات :
أن هذا الكتاب صدر سنة 1905 عن دار نشر فرنسية اسمها ( ارنيست ليرو) وأملاه الثعالبي باللغة العربية ونقله الى الفرنسية المحامي اليهودي التونسي سيزار بن عطار والترجمان الشهير الهاشمي السبعي .

وهذا المعطى يؤكد ان اختيار الكتابة باللغة الفرنسية مقصود في حد ذاته .

المعطى الثاني انه تم سنة 1904 محاكمة الشيخ عبد العزيز الثعالبي بتهمة " الكفر والاساءة الى الدين الاسلامي " ونال عقوبة سالبة للحرية تقدر بشهرين في السجن وكان محاميه في هذه القضية سيزار بن عطار .

المعطى الثالث أن الكتاب في طبعته الفرنسية مهدى الى أحد اعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي معروف بانخراطه في المحفل الماسوني .

المعطى الرابع أن الحديث عن المرأة في هذا الكتاب كأنه مقحم اقحاما لأن غالبية النص يتجه الى التشنيع بالطرق الصوفية والاستهزاء بالسحر والننجيم وغيرها من العادات البالية .

ولنتذكر في هذا السياق الزورة الثانية للامام محمد عبده لتونس  سنة 1903 عندما اقامت الاميرة نازلي فاضل في ضاحية المرسى أيام زواجها بالوزير الأكبر خليل بوحاجب وتأثير هذه الاميرة على قاسم امين مؤلف كتابي تحرير المرأة (1899) والمراة الجديدة (1901) .

لنا عودة 

تعليقات