وكالة التراث تصدر موسوعة عن مدينة تونس2


بقلم / محمد المي 



قلنا إن هذه الموسوعة حول مدينة تونس حاضرة عربية متوسطية التي أصدرتها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية مرجع لا غنى عنه لمن يريد معرفة معالم مدينة تونس وآثارها والتبدلات التي طرأت عليها والأحوال التي تغيرت فيها والأزمنة التي مرت بها والمحن التي عرفتها على امتداد تاريخها .
المعالم كالأعلام تماما يمتد بها العمر ولكنها كلما امتدت في الزمان إلا وزادت قيمتها الحضارية ومدينة تونس من هذه المدن التي تعبق تاريخا وحضارة فهي كما يشير الباحث سمير عون الله في بحثه أنه " لم يعل شأن تونس ولم يسطع نجمها شيئا فشيئا إلى أن أصبحت عاصمة لافريقية إلا غداة أفول نجم قرطاج وسقوطها سنة 698"
لقد كتب العديد من المؤرخين عن تونس في حقب تاريخها المتعددة ووصفها الرحالة الذين توافدوا عليها وهي الى اليوم كاللغز الذي يأبى أن يهب سره تتمنع بأسرارها وتخفي كنوزها الأثرية ولم يعرف منها الناس ما تخفيه في باطنها ورغم صغر مساحتها مقارنة بالعديد من العواصم المجاورة لها أو البعيدة عنها الا أنها تمتاز بخصوصيات جعلتها محط أنظار العالم

في هذه الموسوعة العديد من الخرائط والصور والرسوم والنقائش والأمثلة الهندسية والطوبوغرافية التي تعطي للقارئ صورة عن تونس المدينة وأبرز مكوناتها كما أن بها بيبليوغرافيا عامة تشير إلى العديد من المؤلفات التي تصدت للتعريف بتونس العاصمة وكم وددت لو شملت هذه الموسوعة الفترة الحالية التي نعيش وذكرت الحياة الأدبية والثقافية وأشهر المقاهي والمسارح والمعالم الكبرى
لقد غاب وصف العديد من المتاحف وكم كانت متعتنا تكون أكبر لو أفردت الموسوعة دراسة عن متحف باردو مثلا
وكم سعدت بوجود دراسة كتبها الباحث حسين التليلي بعنوان " مدينة تونس /النصب والتماثيل في عهد الحماية " ولكني سرعان ما أصبت بخيبة لأن هذه الدراسة على أهمية عنوانها لم تتجاوز الصفحتين؟ ونقرأ بحثا للكاتب نفسه في نهاية الكتاب عنوانه " تونس / ذكريات قرن من الإبداع التشكيلي العصري " وهذا البحث يمتد على خمس صفحات ؟
كم تمنيتها موسوعة شافية كافية تتعدد فيها المعلومات وتكثر فيها الإحالات والإشارات إلى بحوث ثرية تكون منطلقا لمزيد توسيع النظر ولكن يبدو أن عديد المواضيع كتبت على عجل
ورغم ذلك فان هذه الموسوعة تسد فراغا وتلبي حاجة

تعليقات