مواجهة كورونا : الأخذ بأسباب العلم لا الشعوذة

بقلم : محمد المي 

ليست هي المرة الأولى التي ينتشر فيها الوباء في تونس وقد عرف اجدادنا مصائب ارخوا بها ومازالوا يذكرونها الى يوم الناس هذا كعام بوبراك وعام الكوليرا والريح الأصفر ...عافانا وعافاكم الله .

وقد كان ضحية تلك الاوبئة العديد من الناس الذين توفاهم الله نتيجة انعدام وسائل الوقاية وقلة المعرفة ونقص المرافق الطبية ...الخ 

وقد وصل الجهل بأسلافنا الى جمع اربعين شخصا اسمهم محمدا وطلبوا منهم ملازمة المسجد وقراءة سورة ياسين اربعين مرة وبعض الادعية وقد كان ذلك في عام انتشار "الكوليرا" حتى زال الوباء وهرب من تونس ؟ ! 

اليوم ونحن في 2020 قرأت من كتب ان كرونا جند الله ارسلهم من السماء للقضاء على الكفار وقرأت من يقول تحصنوا من كرونا بالادعية وقرات أشياء من هذا القبيل الذي تدل على سذاجة العقول وبساطة الادراك وكأن الله عز وجل نهى عباده عن النظافة أو كأن النظافة من الكفر والتوقي من الوباء بالاخذ بأسباب العلم معصية لله ؟ 

ماهذا التخلف ؟ وماهذه السذاجة ؟ وماهذه البلاهة ؟ لقد وهب الله الانسان العقل وعليه ان يعقل بما منحه الله كيفية اتقاء الوباء واجتنابه ممتثلا لقوله تعالى " ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة " .

ليس في التوقي من المرض واتباع نصائح الحكماء الكفر أو الشرك بالله . وانما في اتباع السذج والبلهاء هو الشرك والكفر عينه .

لا معنى للاعتمار أو الحج مثلا حتى يختفي الوباء لأن الذهاب إلى الحج مجازفة والاختلاط في الاماكن المكتظة من دواعي القاء الانسان بنفسه الى التهلكة فاتقوا الله في انفسكم وفي ذويكم .

ليس في انتشار وباء امرا فريا بل في عدم الأخذ بأسباب العلم للتوقي منه هو الأمر الفري 

تعليقات