كان الصحابة رضوان الله عليهم يشتغلون بالتجارة في حياتهم وتولى الخلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ولم يترك الاشتغال بالتجارة حتى قيل له : انك أصبحت قابضا على ناصية الامور في البلاد كلها مالكا للتجارة فقال : لا كفل بها أهلي واولادي وكذلك كان عمر رضي الله عنه وعثمان وكان من أغنى الناس .
وهذا الأمام البخاري فانه كان في بلاده رئيس التجار وكذلك الأمام أبو حنيفة وغيرهما فواجب على كل تاجر أن يكون صادقا أمينا لا غاشا ولا محتالا وان يقنع بالربح القليل من خلال طيب عن ربح كثير من حرام خبيث لأن الأول كثير البركة مضمون الربح بعيدة عنه الغوائلل .
أما الثاني فمعرض لأن تأخذه النازلات الماحقات فتقل حركته وتبور تجارته .
وفي مجال الحديث عن تطوح الحرص ببعض التجار إلى حد يصيرون معه زبانية لا يرحمون ولا يشفقون . أسمعك قول شاعر لم يقدر عليه صرف بلائهم ولم يستطع أن يتحدث عنهم ألا بقوله :
أقول الحق صاح ولا أبالي
فدونك والتمعن في مقالي
تمخضت الليالي عن عجاب
وما أدراك ماتلد الليالي
لقد غمر النفوس شديد حرص
بما يربو على صور الخيال
وأصبحت القناعة في اكتاب
فلتجد النصير من الرجال
وهام الناهبون بجمع مال
ولم يدروا الحرام من الحلال
وكم من تاجر ألقاه يهذي
بسعر مرهق فوق احتمال
فان أرضيته أنهكت جيبي
وان لم ارضه حرمت عيالي
أقول له : أراك بدون عقل
وفرط الحرص يفضي للخيال
أتنهب مالنا وتقول تجر
كأنك صائل يوم النزال
أتعلم أن الحرص شؤم
وذلك المال يصبح كالوبال
اترجو من وراء الحرص ربحا
ومثلك ربحه سوء النكال
ستجمع ماتريد وسوف تمضي
بكف بعد ذلك الجمع خالي
الم يبلغك قول فتى حكيم
يذكرك التفكر في المال
هب الدنيا تقاد اليك عفوا
أليس مصير ذاك الى الزوال ؟
تعليقات
إرسال تعليق