اتأكلون ‏الغلة ‏وتسبون ‏الملة ‏؟ ‏

"  أتأكلون الغلّه وتسبّون الملّه"

بقلم : الدكتور محمد المختار العبيدي 

لا حقّ للرعاع ولا للجاحدين  ولا لمن يجهلون             تاريخ تونس أن يسبّوا بورقيبة

يا للزمن الكلب!!.  يا لزمن شبيهٍ بزمن قال عنه المتنبي :
نامت نواطيرُ مصر عن ثَعَالبها***
"فقد بشمن وما تفنى للعناقيدُ ***

 أين هم مؤرخونا؟ أين هم مناضلونا؟ أين هم سياسيونا؟ أين هم مثقفونا؟  لماذا صُمَّتِ الآذانُ وأُلجمتِ الأفواهُ ولم يُوضَعْ حدٌّ لهذا التطاول الذي لا مبرّر له ولهذه الوقاحة السمجة التي تطفو على ستيديوهات بعض التلفزات لتنال من هيبة بورقيبة  ونضاله، وجملة أفعاله و خصاله ؟ لا أؤلّه بورقيبة، ولا أدافع عنه فتاريخه - بما فيه - يشهد له بخصاله.  و لكن المؤسف أن يتحدث عن بورقيبة من لا يعرف بورقيبة و يتحدث عن تاريخ تونس  من يجهل تاريخ تونس، والأدهى والأمرّ أن يجهل المتكلّم أنه جاهل!!
هل كان بورقيبة "مجرما" كما قال جاحد ناكر؟ إذا ما صحّ أنه مجرم فقائمة المجرمين آنذاك ممن تولوا أمور الناس لا يتصورها العقل من مقتل عثمان رضي الله عنه إلى يوم الناس هذا"
لا أشرّع للظلم ولا للجريمة ولكن بورقيبة كبشر أحسن وأساء، أفلح وخاب، ولكن حسناته لا تحصى ولا  تُعدّ.  ادّعى الجَحُودُ
ُالناكر انّ بورقيبة لم يَبْنِ جامعات ولا مدارس   ولا مستشفيات وينبغي أن نحاسبه " !!! افتراء  وكذب وبهتان وادّعاء حتى لا أقول قلّة حياء.  وزاد الجحود فقال سرق بورقيبة و بذّر فلوس الشعب في بناء القصور!! ماذا سرق بورقيبة؟ كم كان له من مليار في سويسرا وفرنسا وفي الخليج؟ ماهي الأملاك و الشركات و المعامل التي كانت باسمه عندما توفى وضعها الرئيس بن علي في المزاد العلني؟ ألم يراهن بورقيبة على ما أسماه المادة الشخماء matière grise
 لتنعم تؤنس اليوم بكفاءاتها في جميع الاختصاصات؟ ألم يَبْنِ المدارس والمستوصفات في كل أنحاء الجمهورية؛ شمالا وجنوبا ؟ كان بإمكانه أن يجعل منا شعبا جاهلا كما فعل الكثير من رؤساد العرب والمسلمين ولا فائدةفي ذكر الأسمأء احتراما لأصحابها. العيب ليس عيب الجاحدين فقط وإنما هو عيب بعض التلفزات  التي فتحت أبوابها لأرباع المثقفين وللانتهازيين و "المتشعبطين " للمناصب دون أن يكونوا أهلا لها. 
وأخيرا أقول : النقد  - لمن لا يعرف النقد من الجهلة الجاحدين - يقوم على ركائزَ ثلاثٍ : 1) ذكر العيوب 2) ذكر المحاسن 3) البدائل والتأليف. وآنذاك يكون الكلام على بورقيبة وغيره معقولا؛
أمّا أن "" نغطس" في السب والشتم والكذب المفضوح" فهذا عين الهراء السمج، واللغو المنهيّ عنه.

تعليقات