ذكرى ‏وحنين

ذكرى وحنين.

البشير المشرقي

وداعا يا مواويلي وداعا 
أنا الوتر الذي يبكي التياعا 
أنا وحدي هنا والقلب ساه 
وكم ذكر الديار وكم تداعى 
ويغلبه الحنين الى رباهم
إذا خطروا فيندفع اندفاعا !
ديار للأحبة كنت فيها 
هزارا شدوه ملأ البقاعا 
ودار الدهر دورته وأودى 
بكل مباهجي  والأنس ضاعا !
فهل أبكيك يا زمني بدمع 
متى حاولته انحبس امتناعا ؟
وأنسى أن لي دمعا ضنينا 
دعوته أن يجود فما أطاعا !
إذا هاج الحنين  فمن لقلبي 
وفي الأشواق ما كسب الصراعا؟
سأقضي العمر مكتفيا بحزني 
عسى الأيام تذعن لي انصياعا 
فأرجع للديار أمد كفي 
إلى الأفياء أحضنها تباعا ! 
سأذكر غابة النسرين فيها 
يموج العطر في الأرجاء شاعا 
وحقل الياسمين وكل مرج 
به الألوان تلتمع التماعا 
تحوم علي أطيار تناغت 
وتسكب شدوها أملا مشاعا 
وألقى كل أحبابي وأشدو 
ولن أشكو غدا أبدا ضياعا !
                                             البشير المشرقي. تونس.

تعليقات