مع الصائمين: ‏الاستاذ ‏الحبيب ‏شيبوب(10 ‏من ‏30)

يكثر الرسول الاعظم من الجود في رمضان ليرشد أمته فيه الى البذل والعطاء والكرم والسخاء حتى يستغني الفقير عن المسألة ويجد عنده سعة من العيش تريحه من النصب والتعب في شهر الصوم فيفرغ النفس للطاعة ويوجه القلب للعبادة دون أن يشغل فكره بمطالب الحياة ويقصر همته على جمع مايسد عوزه ويقيم أوده 
وقد ادرك السلف الصالح مزية الاحسان في هذا الشهر،فكانوا ابسط بالمعروف يدا وكانوا يقضون حاجات الفقير بوجه باش ونفس راضية لا تخشى الفقر ولا تخاف على  النعمة اقلالا.
واني لمحدثك اخي الصائم عن بعض اجواد الاسلام واخص منهم عبيد الله بن عباس الذي كان رضي الله عنه غاية في الكرم والجود 
ويروى أنه أول من وضع الموائد على الطرق وفيه يقول الشاعر
وفي السنة الشهباء أطعمت حامضا 
                                وحلوا ولحما ناضجا وممرعا
وانت ربيع لليتامى وعصمة 
                                اذا المحل من جو السماء تطلعا
أبوك أبو الفصل الذي كان رحمة 
                               وغوثا ونورا للخلائق أجمعا
ومن جوده انه أتاه رجل وهو بفناء داره فقام بين يديه فقال :  يا أبن عباس ان لي عندك يدا وقد احتجت إليها فصعد فيه بصره وصوبه فلم يعرفه ثم قال له : 
مايدك عندنا ؟ قال : رأيتك واقفا بزمزم وغلامك يمتح لك من مائها والشمس قد صهرتك فظللتك بطرف ردائي حتى شريت قال : اني لا اذكر ذلك وانه ليتردد بين خاطري وفكري . ثم قال لقيمه ماعندك ؟ قال : مائتا دينار وعشرة الاف درهم قال : ادفعها إليه وما أراها تفي بحق يده عندنا . فقال له الرجل : والله لم لم يكن لاسماعيل عليه السلام ولد غيرك لكان فيه ماكفاه فكيف وقد ولد سيد الاولين والاخرين ثم شفعك به وبأبيك 
يتبع

تعليقات