مع الصائمين / الأستاذ الحبيب شيبوب 11من 30)


                                                                                             
ومن جود عبيد الله ابن العباس أنه جاءه رجل من الأنصار فقال/ يا ابن عم رسول الله انه ولد في هذه الليلة مولود واني سميته باسمك ’ تبركا مني به ’ وان أمه ماتت فقال / عبيد الله / بارك الله لك في الهبة  وأجزل لك الأجر على المصيبة ثم دعا بوكيله فقال / انطلق الساعة فاشتر للمولود جارية تحضنه وادفع إليه مائتي دينار للنفقة  على تربيته  ثم قال للأنصاري  عد الينا بعد أيام فانك جئتنا وفي العيش يبس  وفي المال قلة ’
فقال الأنصاري/ لو سبقت حاتما بيوم واحد ما ذكرته العرب أبدا ولكنه سبقك  فصرت له تاليا وأنا أشهد أن عفوك أكثر من مجهوده وظل كرمك أكثر من وابله
وأقبل أعرابي على داوود بن المهلب فقال له / اني محدثك فاستمع . قال داوود على رسلك ثم دخل بيته وتقلد سيفه وخرج فقال / قل فان أحسنت حكمناك وان أسأت قتلناك
أمنت بداوود وجود يمينه                  من الحدث المخشي والبؤس والفقر
فأصبحت أخشى بداوود نبوه            من الحدثان إذا شددت به أزري
له وعظ لقمان وصورة يوسف            وحكم سليمان وعدل أبي بكر
فتى تفرق الأموال من جود كفه           كما يفرق الشيطان من ليلة القدر

فقال داوود بن المهلب للأعرابي  قد حكمناك فان شئت على قدري وان شئت على قدرك قال الإعرابي / بلى ’ على قدري فأعطاه  خمسين ألفا فقال جلساؤه هلا احتكمت على قدر الأمير ؟ فقال الأعرابي ليس في ماله ما يفي بقدره فقال له داوود / انت في هذه أشعر منك في شعرك وأمر له بمثل ما أعطاه .

تعليقات