مع الصائمين: ‏الاستاذ ‏الحبيب ‏شيبوب ‏(30 ‏من ‏30)

اذا كان لكل شيء موسم يتسم به .فان للأجواء مواسم تعرف بها وكذلك للأعياد مواسم يكثر فيها الحديث عنها ويشتد الاقبال عليها ثم يخفت الحديث ويقل الاقبال حتى يحين الموسم التالي فيعود الحديث ويعود الاقبال وتسير الأمور سبرتها الأولى 
أن للأعياد مغزاها في حياة الناس فهل لبينا نداء الأعياد ؟ وللأعياد معناها فهل أخذنا بجمال المعنى لننعم بمتعة الروح وجلال الدين ؟
نعم . ولا لقد لبينا نداء الأعياد في غير ما أمر الله به .ونسينا أن للأعياد حكمتها في حياة الإنسان ولا سبيل الى أصلاح ما أفسدت الأيام الا بالرجوع إلى الوراء لكي نترسم خطى الذين سبقونا فنعمل بهديهم ونسير في اثرهم عسانا نصل الى ما تريد من رفاهية واسعاد 
ومن العيب ان تقول أننا في انتظار العيد  وأي عيد هذا الذي نرى فيه اقواما من المسلمين انغمسوا في حماة اارذيلة والاثام في حانات الخمر واوكار الاثم بعد أن طوفوا طويلا باحياء الرجس وغشوا اماكن الدنس تفتنهم زحمة الحياة وشهوة الدنيا عن متعة الروح وجلال الدين 
وليت رجال الدين يغيرون نظرتهم ويسعون الى ايقاظ الهمم الراكدة والنفوس الخامدة لا في المساجد واماكن العبادة وانما بالخروج إلى حيث يكذب الناس ويسكرون ويفجرون
وقد تضمن الاسلام فيما تضمن من التكاليف واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو واحب يحتم على الإنسان أن يأبى عن الانحلال الخلقي في البيئة التي يعيش فيها ويعمل على مقاومة هذا الانحلال باعتبار أنه منكر 
روي ان هارون الرشيد خرج حاجا ثم توجه بعد الحج الى المدينة المنورة واراد أن يرى مالك بن أنس الذي سمع عن علمه ونبوغه الكثير فارسل يستقدمه 
فقال مالك للرسول قل لأمير المؤمنين ان طالب العلم يسعى إليه أما العلم فلا يسعى إلى أحد 
وأذعن الخليفة وزار مالكا في داره ولكنه أمر ان يخلي المجلس من الناس فأبى مالك رضي الله عنه الا أن يظل الناس كما كانوا وقال  
اذا منع العلم عن العامة فلا خير فيه الخاصة 
اذن يجب على رجل العلم ان ينزل من برجه العاجي إلى حيث يعيش مع الناس في مصانعهم ومزارهم وحاناتهم وملاهيهم 
واخيرا اتضرع الى الله أن يقبل صومكم ويضاعف أجركم وكل عام وانتم بخير 
والى اللقاء 
الحبيب شيبوب

تعليقات