لغة ‏التداول ‏والمظهر ‏الأرسطي

لغة التداول والمظهر الارسطي               

    الناقد :محمد يونس

قصص طابوق اصفر لسالم محسن

لغة التداول القصصي –

أن ما تشكله اللغة من اهمية اساس في بناء المادة القصصية، ليس إلا أهم وحدات البناء القصصي، ومن طبيعة جنس القص أن تكون اللغة تنمو من بعد الواقع القصصي، ومن ثم تهتم بالنشاط الدلالي، وبعد أن يكون النمو أنتج ضفة تهتم بالتطور الدلالي، وهنا يوجد جانب وظيفي وهو التداول، حيث هو الذي يجعل الجمل تولد جمل أخرى، والتداول بوظيفته يلتزم الفكرة القصصية، ويهتم بتحريك تلك الفكرة الى تفاصيل دالة لها، والتداول القصصي هو الذي يجعل الجوانب تكمل كليا، ولدينا مجموعة قصصية لسالم محسن وهي – طابوق اصفر –، والتي تؤكد بعد التداول بعدة ابعاد متنوعة في لغة القص  تتجه الى النتيجة النهائية، لتكمل القصة بعد النشاطات الوظيفية، وفي المجموعة قصص مختلفة في الافكار، وايضا في التقنيات مختلفة، وكذلك في الشكل ايضا، فأن القصة الاولى التي تحمل عنونة المجموعة ترتبط بزمن معين، فيما قصة – الطحمة – خالفت في الشكل القصصي, فهي ضامرة الى كبير, وفي وحدة زمن مختلف, لكن اطار الجنس القصصي, لكن بعد ذلك تقاربت القصص، وكل القصص اكدت تميز التداول القصصي في الكتابة، وأكدت بنية التداول أن هناك قصص تسعى تنويع ايقاعي, كي تكون التفاصيل مختلفة, وليس هناك توجه بوحدة زمن نحو نتيجة النهائية, والتي احيانا تبدل لدعم المفاجأة القصصية, وكي يكون توجه النص الى الجنس القصصي القصير، وبتلازمه الى حد كبير، ، من مثل قصص – الطحمة – اللوحة – أسم - وهناك قصص تراعي تفسير نفسها بنفسها, وهي ترسم لنا نوع الجنس القصصي من خلال نوع اللغة, والتي لغتها مباشرة تتوجه الى جنس قص قصير جدا, من مثل – خيبة – حديقة الاتوكاد – خيوط العنكبوت ، وما تكون بوحدات زمن بتطور دلالي يسعى إلى إنتاج نهاية بكفاءة نوعية, من مثل قصص تهيؤ – المختبر - الشركة - ،وهذا النمط بالبناء التقني يكون يناور علينا، وفجأة نجده سعى إلى تأكيد النتيجة، وتعدد أنماط الكتابة كان لابد له أن يجعل القصص بوضوح نوعي، ومقدرة في تفسير الواقع القصصي، ويضع لنا إحتمال جدي ببنية القصص .

التفسيرات الارسطية –

إن جميع وحدات القصص المتنوعة الايقاع كانت تراعي المنهج الصوري، حيث أن المستوى الفكري للقص هو يمثل بعد واقعي مباشر، ولكن ليس بتنميط قصصي الذي هو يجعل الفن القصصي أقرب إلى المحكي، بل أن تنسب الكتابة القصصية هي الى الجانب الفن بالقص، حيث رغم أن البناء القصصي افقي، لكن اغلب الافكار هي محلقة وتراعي معاني رمزية ايضا، وتخلق ابعاد تأمل للتلقي ايضا، حيث شكلت القصص بالشكل القصصي بعدا ارسطيا ، ورغم نموها افقيا أيضا، لكن هناك تطور أحيانا بمستوى دلالي يجعل القصة تتحول من الجانب أفقي الى جانب مختلف، ويكون النمو بلغة حيوية تهتم بالمعنى القصصي، وترسم لنا مستوى فني تعبيري حيوي، وتعكس قيمة فن قصصي .

إن النشاط القصصي في مجموعة  سالم محسن – طابوق اصفر – أنه استثمار لأفكار متعدة من التاريخ، وأهم جانب في القصص الذات الكاتبة منصهرة في الشخوص كانت، وكل شخصية في تاريخ معين تمثل نشاط معين يمثلها في بنية القصة، وقد شكلت القصص تناور في أحيان يجعل البعد الارسطي يكون افلاطوني بجدل فكري، فمثلا قصة – توقيف – بدأت بشكل ارسطي ترسم لنا مواقف واضحة, وفجأة تغير الايقاع القص بمناورة جدلية, وقصة – انا – رغم اختلاف الجانب الفكري, حيث رسمت لنا واقع ومن ثم تحولت الى مجال أسئلة شخصية, وما قصة – أوفيد – فقد من المستهل أكدت لنا وجود جدا, وهناك قصص اخرى بإيقاعات مختلفة ووحدات زمن مختلفة وأنماط فكرية وأبعاد تقنية، وكذلك بمناورات حاسمة أحيانا، وتغير الفكرة القصصية بمفاجأة .

تعليقات