ام كل المعجزات
امي يا محور خلقي
كلما فاض حنيني زاد شوقي
كلما النسيان اخفاك بعمقي
زاد شوقي
مااختفى جرحك يوما أو توارى منه رتقي
ذكرك المارد امي كل يوم يتجسم
يتكلم
تذكر الايام ما كان يصمم
قبل ان اولد امي
الفتني
صورتني
انجبتني
يوم حفله
وهي طفله
حدثت عني الصبايا
والمرايا
لبست شال الحرير
وعلى ركح السرير
وقفت وهي بنيه
مثلت اما خفيه
وذكيه
وضعت بين الكساء
وتجاعيد الرداء
خرقة الصوف وقطنه
حاولت تنفخ بطنا
نزلت كي تتجلى
ومشت مشية حبلى
مثلت اما
وانا في ذهنها ما زلت حلما
قبلت اصبعها الاوسط من فوق
ورات وجهي فيه
قبل ان اعرف وجهي
ولكي لا اتمرد
جسمتني
كلمتني
ارضعتني
نومتني
دندنت لحنا يهدهد
كان يصعب شده
وضعت اصبعها فوق المخده
ثم غطتني لارقد
وهي ما زالت تهدهد
قبلتني من جبيني
ثم فوق الوجنتين
نسيت اصبعها
نسيت انه جزء من يدين
في امتداد الاصبع الناءم فوق طيات القماش المتبرم
كلمتني وراتني اتجسم
وراتني اتبسم
سمعتني اتكلم
جسمتني وانا في اوج صمتي
وانا في عمق موتي
في فناءي قبل وقتي
قبل ان اسمع صوتي
قبل ان تخلق ذاتي
قبل ان تبدا في البث حياتي
قبل ان ابدأ شوطي
قبل نطي
وحراكي
قبل حتى ان اراني او اراك
قبل ادراكي
لكوني او وجودي
قبل ان تلبسني كل حدودي
قبل ان ينبت في جسمي وريدي
بعثتني البنت في حكم الوجود
قبل بعثي
قبل ان يبدا نفثي
كونتني
جسمتني
هندست كينونتي فوق الخيال
اوجدت خلقي بمحض الاحتمال
نفخت في صورتي قبل الاجال
سبقت عمري
صنعت قلبا بصدري
بعثت فجري
قبل ان ينفذ صبري
صخرت عمر الطفوله
هبة لي بلا اجر
ولا مهر
ولا فخر
ولا حتى بطوله
شغلت دور الابوه
والفتوه
وتحدت كل اشكال التواصل
والتناسل
كي اعيش العمر فيها
قبل بدء العمر
هيأت في الحين فجري
قبل رتقي
بدأت محور خلقي
حددت وحدها توقي
زردت لي وصفاتي
وصفاتي
وهبتني قبل ان احيا حياتي
فرصة العيش واحلام النجاة
تلك امي ام كل المعجزات
عزالدين الشابي
ابن فاطمة بنت الشاوش
تعليقات
إرسال تعليق