هيثم ذهبتْ أنتَ أيضا٠٠٠٠٠٠٠ من سيكونُ معي هنا بعدك؟




هيثم ذهبتْ أنتَ أيضا
٠٠٠٠٠٠٠
 من سيكونُ معي هنا بعدك؟

زهير بهنام بردى

المشهدُ ليسَ في الاتجاهِ الآخر من نهرٍ لحيته صارت بلونِ قوس قزح. بل من نفخِ الطين لعينِ سماء تحتارُ كيف ترتّبُ نسقَها؟ بما يكفي لمدحِ هواء يحبّ العالم في فم الماء. سمحتُ لأشياءٍ تنوحُ على فخاخٍ لم تصدْ شيئاً غير الضوء. أسكبهُ بهيّاً لأسبابِ جمال أصص وضعناها معافي نافذةٍ من سمنت. فبتتْ خيطاً أخضر طويلا خارجا من فخاخِ تلك الغرفةِ الصغيرة من منزلنِا الريفي. كنّا ننحدرُ بأناقةِ نصوص وكلامٍ ساخن بحليبٍ برّي طري. ذهبتْ نادية قبلَ عامين تهشمت المرايا قربَ مشفى تخطُّ باسمِ العذراء تقبّلها مع  كلِّ جرعة مردّدة أسماء على قيدِ قلبٍ وكذلك شذى التي كانت تأخذ منّي ما يتدفّق من طيبةِ أبي وحنان أمّي بغرارةِ  في بيروت وصبر دكتور سعد باباوي وانا ازوغ منه في شارع الحمرا.وها هو هيثم يكملُ فرطِ العقد ثمّة ذكرى قديمة في خرّمِ لوح مثقوب لعالمٍ يقيم طقوساً لآلهةِ الحبِّ ضعناه في متحفِ ونحن نسيرُ أمامنا الضوء الى الغد. ها هو هيثم يلوّحُ بالقبلِ من كلِّ مكان يشبهُ فمه لا يحبّ لأصابعه أن تكون فارغةً من الوردِ. يرسمُ لوحةَ نار كوخ بيت أسمرالملح في الثلج. أبيدَ بشكلٍ بدائي ما كانَ متاحاً له سوى أن يحتفظ َبثيابِه البيضاء, مليئاً بالحبِّ و الصدف و السيسبان واللوتس والبجع و القبج ناقوس مار يوحنا  ومعجم مقدّس ابانا الذي والسلام عليك .هو يتعمّد كلَّ يومٍ بزيتِ الكلمات في جرنٍ أبيضَ إنشغل بسيرتِه البخت منذ أن كنا صغاراسعد بردى يصنع من الهواء كرة طائرة رعد بردى يغني ما خليثيلا ماثا..ها هو هيثم ينفرطُ من العقد ليس من بخديدا لكن من دركا بعمكا الى طريق مار عودا .ينفرط إعتقادا لا بل يقيناً لو لنا في هذا الوطن مثقالاً من تراب. يسخن دجلة والفرات في موقد بياضنا وبراءة تاريخنا الجمالي الحضاري الاسطوري, ها هو حفيدٌ من أحفاد أورشنابي حمورابي وآشور بانيبال يغمس جسده في الورد . ما كان أستعان ببختِ تليباثي. وما كان مقيماً تماما في عزلة أنكيدو. حين حاولَ مرة أن يقفزَ حبا بجرنِ ميلاد الحب, دخل الغرفة 213 للاستحمامِ لكنه كان يغسلُ كلَّ شيء منذ أن كان صغيرا ليضيءِ الارضَ بشمس ميزوبوتاميا ويصيرُ الغرينَ في النهرِ و ينام في الغيمِ هو يلوّح في الإتجاهِ الآخر من الشمسِ. فيا هيثم خذْ  مع حاجياتك وإن نسيتُ أن أسردَها قلباً. عذرا فمن فرطِ ضجري لأني تعودّتكَ.و أنا أنظر الى صورة ابي المرمية في حديقة بيت شذى لمدة عامين في ظلام الظلاميين قلْ للمضيّفةِ وضابط الجوازات أنَّ الحقيبةَ الحجر التي صنعتها بأصابعك منذ المذود .فيها بلايين من الكيلومترات من الذكريات والحب الضوء والنبض .وجدارية جواد سليم نهري دجلة الفرات رائحة هور الجنوب وكنائس بخديدا .ودلال القهوة في مرحانا والحلقة الحديدية في دير مار بهنام. ذخائر بربارة في كرملش صليب جدّك القس المقدّس, وأكيد دون أن أقولَ لك حتماً .انّك دسست قبراَ لعظام والدك الخديدي بهنام جرجيس كليانا والكرمليسة امنا وردة يوسف قاشا.و لم تنسَ عمك أيشوع وعمك ناصر وتمثال العذراء وترونس كنيسة مار يعقوب

تعليقات