يا أيها البين !


يا أيها البين !

البشير المشرقي

يا أيها البين قد هيجت أفكاري 
أبعدتني عن أحبائي وسماري 
رفقا بقلبي فهذا السهد اوجعني 
ما كنت أخشاه لولا لسعه الضاري !
أين المجالس في الأحياء نعقدها 
أين الأحبة من شم وأخيار ؟
أين الخمائل والأفياء وارفة ؟
ونحن غب الضحى نشدو كأطيار؟
أين الهزار يغني في خمائله ؟
أين النسائم في فجر وأسحار ؟
لو هبة منك يا أنسام تنعشني 
لو نفحة منك تطفي شعلة النار. !
أبيت ليلي على نار مؤججة 
وإن صحوت فإنذار بإعصار 
أمضي الثواني مهزوما ومكتئبا 
نار تشب بأشواق وتذكار 
ليت الزمان الذي قد كان يجمعني 
بمن أحب يعيد الطير للدار 
طال الغياب ولم نقبل به أبدا 
لكنما الحظ ألقاني لأقداري !
يا جنة الأنس في الأوطان معذرة 
طال الغياب وما عدنا لأوكار 
نبكي على العمر والأيام هاربة 
سقيا لها من نمير رائع جار 
ما هزنا الشوق الا هاجنا طربا 
إلى خمائل كم راقت لأطيار 
غنى بها عندليب عاشق كلف 
فأشعل النار قد شبت على النار !
لن يهدأ القلب بعد اليوم ، معذرة 
يا أيها القلب كم ألهبت أشعاري ! 
عد بي الى الأمس اني لم أزل كلفا 
بما مضى من صباباتي وإصراري 
فربما عادت الأيام  تجمعنا 
وعاد صفو وأنس بعد أكدار !   البشير المشرقي.

تعليقات