من باب التوضيح حول الطليعة والتأريخ لبداياتها

من باب التوضيح حول الطليعة والتأريخ لبداياتها

من باب التوضيح حول الطليعة والتأريخ لبداياتها والتي يعتبرها البعض مقترنة بنشر عز الدين المدني لقصّته "الإنسان الصفر"، أرغب في التذكير ببعض الشواهد التاريخية التي عايشها أعضاء "نادي القصة" وكنت من بينهم في سنة 1967. وبالرجوع إلى مسرد مجلة "قصص"، يمكن أن نلاحظ أنّ سنة 1967 كانت منطلق زخم كتابات الطليعة الأدبية في مجال القصة التي تبلورت بشكل أفضل في السنوات الموالية (1968-1973) مع أسماء سمير العيادي ومحمود التونسي وعز الدين المدني وأحمد ممّو ورضوان الكوني وإبراهيم الأسود وإبراهيم بن مراد.
أمّا القصص الأولى  المنشورة لعز الدين المدني بمجلة "قصص" قبل إصدارها بعد ذلك في مجموعاته القصصية، فقد كانت منذ أنطلاق مجلة "قصص" في الثلاثية الأخيرة من سنة 1966 وتوقفت بعد 1968 إثر ابتعاد عز الدين المدني عن نادي القصّة لجفوة بينه وبين رئيس النادي محمد العروسي المطوي. 
قصص عز الدين المدني الأولى المنشورة بمجلة "قصص"
عنوان القصة تاريخ صدورها في "قصص"
سقيا يا مطر (1) عدد 1 – سبتمبر 1966
سقيا يا مطر (2) عدد 2 – جانفي 1967
سقيا يا مطر (3) عدد 3 – أفريل 1967
الإنسان الصفر عدد 4 – جويلية 1967 نشرت بعد تطويرها إلى عدّة فصول في مجلة "الفكر" بداية من العدد  3/السنة 14 (ديسمبر 1968)
ألا تذكرين (1) عدد 5 – أكتوبر 1967
ألا تذكرين (2) عدد 6 – جانفي 1967
أنطلاق عدد 9 – أكتوبر 1968
الرجل والشمس عدد 11 – أفريل 1968
استعداد للرحيل عدد 13 – أكتوبر 1969

كلّ هذه الكتابات، قرئت في "نادي القصّة" وعرضت للنقاش وعادة ما يكون ذلك قبل شهرين أو ثلاثة من تاريخ نشر القصة بمجلة النادي "قصص". وقد بدأ النقاش في نادي القصّة حول كتابات عز الدين المدني مع "سقيا يا مطر" وكان محور ذلك النقاش الشكل الفنّي الذي اعتمده الكاتب. ولمّا عرضت قصة "الإنسان الصفر"(شتاء 1967)، اعتبرت في حينها قصّة نفسية مرتبطة بالوضع النفسي لشخصيتها الأساسية التي بدت بين النوم واليقظة، مع تداخل أفكارها مع أحلامها ولم يظهر في نصّها الأول المنشور بمجلة "قصص" نفس التقسيم الذي عرفته في مجلة "الفكر" (في شكل "أحزاب" منها الفجر والصبح وغيرها) والذي كان وراء تفسيرها على أساس خلفية دينية مّمن اعتقدوا أن المدني يعرّض بالدين الآسلامي. فهذه القصة في نصّها الأول المنشورة به في "قصص" غير ما نشر بعد ذلك بمجلة "الفكر". ولم تكن الأولى في كتابات المدني التي أثارت نقاشا حول تقنية كتابتها لدى كتّاب القصّة. وأذكر أنّ القصّة الثانية لعز الدين المدني التي أثارت المزيد من النقاش حول شكلها في نادي القصة، فهي "ألا تذكرين" (بجزأيها 1 و 2)، ثمّ جاءت بعدها "استعدادا للرحيل" التي كانت أكثر نجاحا في تقنيتها القصصية وأكثر إثارة للنقاش حول مفهوم "التجريب الفنّي" كما كان ينادي به عز الدين المدني. 
أحمد ممّو

تعليقات