أين ‏ملتقيات ‏الشعر ‏والقصة ‏والرواية ‏؟ ‏

بقلم : محمد المي 
 اذكر ان في بنزرت كان هناك ملتقى الشعر واخر المسرح وثالث الموسيقى وزدنا رابعا للصحافة أطلقنا عليه ملتقى علي بوشوشة 
وأذكر ان في قفصة ملتقى للقصة القصيرة 
وأذكر ان في المتلوي ملتقى الشعر 
وأذكر ان في توزر ملتقى للشعر
وأذكر ان في اكودة ملتقى لقصيدة النثر 
وأذكر ان في قابس ملتقى للرواية 
وأذكر ان في جدليان خيمة الشعر 
وأذكر أن في سليانة ملتقى لمجلة الاتحاف
وأذكر ان في سيدي بوزيد ملتقى لعامر بوترعة واخر في الرقاب لرضا الجلالي 
فجأة اختفت جميع الملتقيات الفكرية والنقدية رغم ان الكتاب لم يكفوا عن الكتابة ودليلي على ذلك منشوراتهم الصادرة سواء على حسابهم الخاص أو عن  دور نشر تونسية أو عربية 
في تقديري فان مسؤولية اختفاء هذه الملتقيات بعد 14 جانفي 2011 يعود إلى عدة اسباب : 
اولها : تغول السياسي على الثقافي فتحولت دور الثقافة الى منابر للسياسيين 
ثانيها: ان ماسمي بالثورة لم يكن لها اي مشروع ثقافي ولا للاحزاب برامج ومشاريع ثقافية 
ثالثها: ضرب العمل الثقافي في الصميم من خلال الوزير الاهوج عزالدين بالشاوش ( وليس باش شاوش كما يتوهم البعض وهو اصيل منطقة غار الدماء ولا علاقة له بالبلدية وكان مرتزقا من مرتزقة النظام السابق حيث كان يتقاضى راتبا شهريا من وكالة حماية التراث بأمر من بن علي) قلت القرار الأهوج المتمثل في ضرب العمل الثقافي في الصميم بحل اللجان الثقافية.
رابعها: سلبية المنتمين الى الفعل الثقافي وعدم دفاعهم عن المكاسب الثقافية الحاصلة والمطالبة بتطويرها 
خامسها : ظهور ضغينة فجئية بين الكتاب وثورجية طارئة ومحاولة لتصفية حسابات غير موجودة أصلاً وعوض التكتل والتكاتف تفرقوا بين الاحزاب شيعا وقبائل 
سادسها: الثورجية الطارئة ايضا للمسؤولين عن مندوبيات ودور الثقافة اذ بعد أن كانوا يطبلون ويزمرون لتظاهرات السابع من نوفمبر المجيد ومنهم من كان يكتب التقارير البوليسية اصبح يتحدث عن الرفيق حمة الهمامي وتاريخ نضاله في اليسار ...الخ 
اليوم وبعد الخراب الممنهج للثفافة وقد حصل ماحصل واتضح بما لا يدع مجالا للشك ان القادم اسوأ فان المنتمين الى الفعل الثقافي عليهم التكتل من جديد وتجاوز الاحقاد ونزعها من قلوبهم لفرض الفعل الثقافي واعادة الإعتبار للمكاسب التي كانت موجودة وفرض اعادتها بصيغ جديدة .
بناء الإنسان لا يكون الا بالثقافة ووحدها الثقافة قادرة على اخراجنا من مستنقع السياسيين وتلوث اذاننا بهرائهم وتطاحنهم 
أقول ماقال لينين : يامثقفي بلادي اتحدوا 

تعليقات

  1. تحيّاتي اليك أستاذ محمّد الميّ .. أنت من الفاعلين في السّاحة الثّقافيّة .. ولك نشاطك وقدرتك على التّنشيط .. نحن في انتظار مبادراتك ... ولك كلّ التّوفيق ...

    ردحذف

إرسال تعليق