أول كتاب ‏عن ‏رائد ‏النقد ‏الثقافي ‏في ‏تونس

بقلم : محمد المي


عن دار سوتيميديا للنشر لصاحبها الناشر المتميز رياض شنيتر أصدرت الباحثة والكاتبة الجادة عائشة القلالي أول كتاب يوثق لمسيرة الناقد الثقافي الكبير توفيق بوغدير المعروف ب" بدر غاوي" .
عنوان الكتاب توفيق بوغدير رائد النقد الموسيقي والثقافي في تونس .
اهتمت الباحثة بحكم تخصصها في العلوم الموسيقية بجانب من جوانب اهتمام الراحل توفيق بوغدير وهو الموسيقى فكشفت الباحثة عن عدة مقالات في هذا المجال اقتصرت على نشر نماذج منها وذيلت كتابها بفهرس تفصيلي لمقالات توفيق بوغدير بجريدة العمل من 1957 الى 1964 وبذلك سدت ثغرة في مجال جمع الذاكرة الثقافية التونسية .
حوالي 300 مقال ورد في فهرسها وبذلك وفر هذا الكتاب مادة هامة لمن يريد مواصلة البحث في مجال الموسيقى بعد أن أغلق باب التوثيق فيه وننتظر الجانب النقدي أو نقد النقد .
لم يغلق باب البحث بعد أن وفرت عائشة القلالي هذا الكتاب بل فتحت مجالاته لمن يريد الاستزادة والتعمق في هذا المبحث .
وشخصيا اشعر بسعادة لا توصف امام هذا الكتاب لأني طالما ناديت بضرورة جمع تراثنا الثقافي ومعرفة الرصيد المنوفر لنا في الجرائد والمجالات وقلت فيما قلت ان دور البحوث الجامعية هو التصدي للجمع والتوثيق حتى نعرف تركتنا كما يقول المرحوم سعد غراب في كتابه كيف نهتم بالتراث 
كنت اتمنى ان ارى كتابا يشبه هذا في مجال الفنون التشكيلية خاصة لأن توفيق بوغدير كتب مئات المقالات كذلك عن الفن التشكيلي وهنا اوجه السؤال الى أساتذة معاهد الفنون الجميلة : هل يعرف طلبة معاهدكم هذا الناقد التشكيلي؟ وكذلك الشأن بالنسبة الى المسرح.
لقد حققت عائشة القلالي قصب السبق في اماطة اللثام عن هذا العلم المغمور وابانت عن جزء من أعماله فانفردت بنشر مذكرات توفيق بوغدير التي تحدث فيها عن حياته وما احوجنا إلى ذلك 
توفيق بوغدير من الاجيال الأولى في الصحافة التونسية وعرف بكتاباته الزهرة والنهضة في مجلتي الثريا والافكار وحريدة تونس وكتب في الندوة والفكر والعمل والصباح....الخ وهو من جماعة تحت السور. 
كتب في السياسية والثقافة وعاصر العديد من الشخصيات الثقافية ولم ينل حظه من الدراسة وكان بالامكان جمع مقاللته في حياته وذلك بحث طلبة معهد الصحافة وانجاز اطروحات عن أعماله ولكن ماذا تقول عن معاهدنا العليا التي حادت عن مسارها ولم تخدم بلادنا وانصرف ابناؤنا عن معرفة ثقافتهم فخسرنا الكثير وفي جميع المجالات وتراكم الجهل للأسف.
أن ذا الكتاب الذي اصدرته الدكتورة عائشة القلالي يعد إضافة معرفية نرجو أن ينحو نحوها غيرها سواء في معهد الموسيقى أو الفنون الجميلة أو الصحافة أو المسرح وبذلك تكون معاهدنا العليا في خدمة ثقافتنا وتراثنا
شكرا مجددا للدكتورة عائشة القلالي 
شكرا لدار سوتيميديا للنشر على هذا الاصدار الجاد 

تعليقات