حركة ملونة ‏بحب ‏الحياة ‏في ‏معرض ‏طارق ‏الفخفاخ

بقلم : محمد المي

مايشدك في معرض طارق الفخفاخ الذي يقام هذه الأيام في رواق السعدي بضاحية قرطاج حنبعل هو قدرته على الرسم والتلوين في أن واحد ،اذ هو لا يجنح الى الفن التجريدي الذي يعتبره صعبا ولا يمكن ان يدركه الفنان الا في مرحلة متقدمة من العمر وبعد أن أثبت قدرته على الرسم والتشخيص 

عندما تتأمل في لوحاته المعروضة في رواق السعدي تخال أنها " مائيات" والحال انها قدت بالأكريليك على القماش وعمد فيها الفنان الى تجسيد الحركة حتى تشعر بحياة اللوحة التي يتماهى موضوعها مع ألوانها .

فالألوان عند طارق الفخفاخ تشكل عنصرا أساسيا بل محددا للتلقي حيث يرسم البهجة بألوان زاهية فاتحة بعيدة عن القتامة فتجتمع في اللوحة الحركة من خلال ظهور شخوصها مرة من الأمام وهي مقبلة ومرة من الخلف وهي مدبرة 
 " مكر مفر مقبل مدبر "
فالحركة مقصد من مقاصد الفنان في اللوحة ليخرجها من جمودها وسكونها قاصدا اضفاء الحركية عليها 
الملاحظة الثانية أن أغلب شخوص طارق الفخفاخ ضاحكة ، باسمة ، مستمتعة بحركيتها ونشاطها وفاعليتها ربما يرجع ذلك إلى مسألة نفسية تتصل بالفنان الذي اصيب بجلطة دماغية اعاقته عن الحركة لفترة وهو يعود من خلال هذا المعرض الأول بعد الجلطة التي أصابته فأدرك نعمة الحركة لذلك فان أهم ماعمد إليه طارق الفخفاخ هو تحريك شخوص لوحاته والحركة ارتبطت بالابتسامة وحب الحياة الذي تجلى في ثالثة الأثافي كما يقال وهي الألوان .
قدرة عجيبة في التصرف في الألوان وتماهيها مع موضوع اللوحة حتى يشعرك بانسجام تام بين الشكل والمضمون .
ربما يجسد هذا المعرض ايضا من خلال اجتماع شخوصه وتلاصقهم ردة الفعل على التباعد الاجتماعي الذي عرفته الإنسانية قاطبة بعد الوباء الذي إنتشر في العالم سنة 2020 فكان رد الفنان بضرورة الاجتماعي والتلاحم والتلاصق الذي يحمي النوع البشري 
معرض جدير بالزيارة 
المكان رواق السعدي بضاحية قرطاج حنبعل

تعليقات