درس من دروس الكبير نجا المهداوي

درس

من دروس الكبير نجا المهداوي

 

 

بقلم / محمد المي

 

فعلا أنا محظوظ لأنني أعيش في عصر نجا المهداوي

وأنا محظوظ لأني عرفت نجا المهداوي عن قرب وتكونت بيني وبينه مودة بل اتسعت مساحة المودة لتشمل زوجته الرائعة شانتال

الحمد لله أولا والشكر إلى سي لسعد سعيد الذي وافقني على تكريم نجا المهداوي وأقمنا له ندوة كبرى في المركز الثقافي الدولي بالحمامات وصدرت وقائعها في كتاب هو وثيقة بأتم معنى الكلمة .

عندما كنا بصدد تكريمه كتب أحدهم -وأحدهم هذا تعج الساحة بأمثاله من مرضى النفوس -قال " لا يجوز أن نطلق على فنان صفة العالمي وقال لا معنى لهذه الصفة ووو وقتها لم أشأ أن أدخل معه في مهاترات لأن نشوتي بما أنجزت منعتني أن أفسدها بسفاسف الأقوال والردود التي لا تعني إلا إهدار الوقت في اللاشيء

لا غرابة أن يصدر ذلك من هذا الأحدهم فنحن

من هجّر ابن خلدون واتهمناه بالكفر والزندقة وعندما وصل إلى مصر أصبح قاضيا للقضاة

ونحن من هجّر خير الدين التونسي وعندما وصل إلى الأستانة أصبح صدرا أعظم

ونحن من هجّر محمد الخضر حسين وعندما وصل إلى مصر أصبح شيخا للأزهر

ونحن من هجّر محمود بيرم التونسي وعندما استقر في القاهرة أصبح يكتب لأم كلثوم

ونحن من هجّر سيدي أبي الحسن الشاذلي بعد أن أدخلناه السجن وعندما استقر في مصر أصبح قطبا وغوثا

مالغريب أن يقول هذا الأحدهم إن نجا المهداوي ليس فنانا عالميا ؟ بل إذا لم يستنقص مقداره سيكون أمرا مستغربا .

دعنا من حديث السخافات’ وهذر الصيف الناتج عن ارتفاع الحرارة ’ ولنتكلم عن الحركة النبيلة والكبيرة التي قام بها الفنان العالمي نجا المهداوي الذي أهدى تنصيبة فنية قام بإعدادها في فرنسا وأهداها إلى الدولة التونسية لتزين مدينة الثقافة وصرف كل تكاليفها من ماله الخاص وكتب عليها الخطاط الكبير عمر الجمني  بالخط المغربي "وفاء لذكرى الشاذلي القليبي1925-2020 مهداة من الرسام نجا المهداوي "

حدثني نجا قال إنني أشعر بأنني مدين لسي الشاذلي أذكر أنه عرف كيف يحتوي غضبي عندما كنت شابا وكنت أهاجم رموز مدرسة تونس فلم يغضب ولم يتفاعل سلبيا معنا بل عرف كيف يمتص غضبنا

اليوم أطلعني على وثيقة نادرة تتمثل في قصاصة جريدة "لاكسيون" بتاريخ 19ماي 1966 

وتقول الوثيقة إن الشاذلي القليبي استقبل الرسام الشاب نجا المهداوي الذي أقام معرضا في ايطاليا (باليرمو وميلانو)  سنة 1966 ولاقى المعرضين قبول واستحسان الصحافة الايطالية في ذلك الوقت وشجعه على المواصلة والابداع

وفاء الكبير لا سنا بل مقاما وقدرا نجا المهداوي هي التي جعلته يهدي الدولة التونسية تنصيبة فنية لتزين بل لتضيء مدينة الثقافة حيث كانت كنقطة الضوء اللامعة وسط المدينة الكبيرة . المدينة التي تخلو من أعمال الفنانين التونسيين وحتى المتحف أصبح كالإشاعة منذ فتحت المدينة في 2016 إلى حدود 2020  ونحن نسمع بأن هناك متحفا ؟ أين هو ؟ الله أعلم غدا ككذبة أفريل

هل أزيد لأقول ان لجنة الشراءات الموقرة لم تشتر من أعمال نجا المهداوي ؟ وان الرصيد الموجود لدى وزارة الثقافة لا توجد فيه أعمال نجا المهداوي ؟ وكأن نجا المهداوي ليس تونسيا وكأن نجا اقل قيمة من الذين تقتني لهم لجنة الشراءات الموقرة - دام وقارها -  

لماذا أفسد تحيتي لنجا المهداوي بهذه التفاهات ؟

أقول لنجا المهداوي شكرا أيها الكبير

                       شكرا أيها الفنان العالمي

                       شكرا ايها الوطني الحق


تعليقات