الساعاتي

عز الدين المدني 


فيما يتصل باللغة الفرنسية وثقافتها ’ فاني كنت أحسن اللغة الفرنسية إحسانا مدهشا حتى بالنسبة إلى أساتذتي في (الليسي ) المعهد كارنو ’ من الفرنسيين الأقحاح ومن التونسيين الأذكياء المهمين والغريب أني لا ولم أتذكر متى أتقنت اللغة الفرنسية . ولا بد لأن كنت قد حذقت اللغة الفرنسية في أيام الطفولة والتلميذة في مدرسة الصادقية  الابتدائية . صحيح كنت متقدما جدا حتى أن والدي رحمه الله رفض رفضا باتا اقتراح مدير المدرسة صاحب الطابع ’ رحمه الله أن ينقلني من القسم الذي كنت فيه إلى  القسم الأعلى ثانيا ’ أي القفز مرتين في ضربة واحدة وهذا لا يعقل عند والدي بل يعتبر ذلك مغامرة لا تحمد عقباها لأنه كان يخشى علي يوم أطرد مستقبلا وقانا الله الخيبة بسبب ما قد يصيبني لا قدر الله في أثناء الدراسة من البهامة والتصطيكة البقري حسب تعبيره الجميل رحمه الله . ولذا قرر أن أتعلم أيام العطل المدرسية إصلاح الساعات والفياقات والساعات الفاخرة والساعات التي تعلق على الجدران ’ وهي أصعب الإصلاحات مطلقا . فحفظت ذلك ببراعة عند الساعاتي عم الشاذلي المونقالجي ثم مع قلفته نونسيو الايطالي المختص والخبير في معالجة الساعات  النسائية الدقيقة جدا واصلاحها . ومازلت الى هذا اليوم أتقن معالجة الساعات الميكانيكية على اختلافها وأجناسها وأنواعها ماعدا الساعات الالكترونية طبعا وقد تعلمت من هذه الصناعة قيمة الدقة والضبط كما قيمة الصبر الجميل على المعالجة والإصلاح .


تعليقات