كيف نبني أدبا تونسيا


عزالدين المدني

أما على صعيد البحث والتفكير ’ فان شيوخ الأدب مازالوا يواصلون الكتابة من أمثال زين العابدين السنوسي ومصطفى خريف ومحمد البهلي النيال وحسن حسني عبد الوهاب ’ وقد لحقت بهم عناصر من الجيل الجديد أعني خاصة منور صمادح ونورالدين صمود الشاعرين مثلما بدأ يظهر بعد قليل البشير خريف . ولا بد لي أن اذكر الأساتذة الشاذلي القليبي ومصطفى الفيلالي وأخيرا محمود المسعدي (الذي ينتمي في الحقيقة إلى جيل السنوات الخمسين) الذين حركوا الثقافة التونسية عن طريق الإذاعة وتربية الجيل الجديد تحريكا قويا وعميقا . وكيف أنسى أبا القاسم محمد كرو الذي كان حاملا مشروعا ثقافيا مهما ولا أنسى في هذا السياق الطاهر الخميري ولا محمد فريد غازي ’ وبعد سنوات قليلة يأتي الطاهر قيقة الذي لا أنساه . فأين الأدب الذي يملأ الشغور ؟

وتساءلت / كيف

نبني أدبا تونسيا بعد سنة الاستقلال وحصول تونس عليه؟ هل بتكرار واجترار ما سبق ؟ كيف نبني شخصيتنا الأدبية الفكرية والفنية ؟ فلا بد من حلول . لم أشأ أن أكون في سلك التعليم الابتدائي ولا الثانوي أو موظفا خرباشا في وزارة أو مؤسسة . إني اخترت الصحافة وعليها الاعتماد في النشر ومخاطبة الناس . فامتهنت الصحافة إلى أن شبعت منها بعد الاستياء واليأس من الكثير من الماسكين بزمامها . تلك هي خطواتي الأولى

الإبداع عمل حر’ لا يخضع في تطبيقه لطلبات الآخرين ولا لإملائهم ولا للتعليمات السياسية والإيديولوجية - إلا لدى المخنتبين والمخربشين- ولا سلطان عليه من أية جهة كانت وتكون . وقد شهدنا كيف سقطت نصوص ما أباحوا أنفسهم للظروف السياسية وتفاصيل المناسبات الاجتماعية ’ وشاخت وتحطمت وماتت بمفعول تجدد الزمن وتغير الأوضاع والحالات . هذا لا يمنع أن يسجل الإبداع الوقائع الأبرز ’ تلك التي طبعت البلاد  بمداد لا يمحى ولا بحروف الجمر لا تنسى على مدى فترات زمنية طويلة وكأنها حية حاضرة اليوم ولكنها من سجل الماضي .

تعليقات