المسرح التونسي اليوم هزيل الحال


عزالدين المدني 

لا شك أن آذان الشباب لم تكن صماء’ ولا مبالية  وهم شبان جيل الاستقلال الذي بدأ يعي ويفكر ويقر العزم على الشروع في الإبداع .

لقد تأسست الجامعة التونسية على يدي أحمد عبد السلام ضمن وزارة  محمود المسعدي في أغلب الظن . وبالتوازي تأسست وزارة الثقافة في نفس الفترة تقريبا أي في بدايات السنوات الستين من القرن العشرين .

أما الفنون فقد كانت متفاوتة ولا متوازية من حيث القيمة والتظاهر . فالفنون التشكيلية التونسية كانت ذات قسيمة بفضل أفراد مدرسة الفنانين كعبد العزيز القرجي وعمار فرحات ويحيى التركي وغيرهم . وقد بدأت الفنون التشكيلية التونسية في الظهور والنشاط قبيل الاستقلال ثم تواصلت تظاهراتها إلى الثمانينات ولربما إلى التسعينات  بعد أن انضم إليها فنانون آخرون جلهم من الشبان.

أما الفن المسرحي التونسي فقد كان هزيل الحال يشبه إلى حد بعيد أوضاع المسرح التونسي اليوم تقريبا . وهو وارث المسرح الذي تأسس وراج في العاصمة والجهات وقد كان مسرح هواية لا مسرح اختراق ’ مسرح العزائم الصادقة وبذل الجهد بلا حساب ’ والتعلق به والتفاني فيه . لكن النصوص المسرحية التونسية كانت رديئة في الأغلب الأعم يومئذ مثل نص "عيشة القادرة" و"الجمل ضحك ضحكة" إلى جانب نصوص محمد الحبيب باللغة العربية الخشنة وترجمات حسن الزمرلي إلى اللغة العربية الأقرب إلى أفهام الجمهور . وبفضل هواة فن المسرح التونسي تواصلت تظاهراته من العشرية الأولي إلى منتصف العشرية الخامسة من القرن العشرين . ثم حل المسرح المحترف التونسي وبحلوله بدأت تظهر النصوص المسرحية في الوجود وكان من أولها نص مسرحية "مراد الثالث" للحبيب بولعراس 

تعليقات