هكذا كان التعليم في عصري

عزالدين المدني 



كان المعلمون التونسيون والفرنسيون على جانب مهم من الثقافة والتربية ولا سيما في المدرسة الصادقية الابتدائية ولا يمكن أن ينضم الى سلك التعليم الابتدائي الا بعد اختبارات صعبة . والحق أن المستوى التربوي والثقافي خلال النصف الثاني من السنوات الأربعين من القرن العشرين وفي مدرسة كمدرسة الصادقية الابتدائية لم نشاهد مثله اليوم للأسف الشديد والحسرة في القلوب . وكلامي هذا لا يعني أني أفضل الماضي على الحاضر وانما في يومنا توجد قلة من المعلمين من ذوي المعرفة الجيدة بالتعليم والتربية والثقافة والكفاءة .

غير أن المعلمين في الماضي كان جلهم يعذبون التلاميذ الأطفال بضرب أيديهم . بالعصا وبالصفع وبقرص الأحناك والآذان حتى يسيل الدماء منها ’ وبالسب والركل والوعيد والصراخ في وجه التلميذ المسكين الذي لم يحفظ درسه أو الذي لا يتابع ما يكتبه المعلم بالطباشير على السبورة ’ والأقسى من كل ذلك التعذيب الموجع كحرمان التلميذ من الذهاب الى المرحاض في أثناء الدرس رغم مطالبة الطفل بذلك على الفور وعند منبعه فيقضي حاجته في سرواله ’ وما على عامل المدرسة بعد ذلك الا أن يأتي بالرماد من مطبخ المدرسة ليغطي به الأوساخ وروائحها الكريهة . ومدير المدرسة لا يحاسب المعلم على فعلته تلك ازاء الطفل ولعله يبرر فعلة المعلم السيئة ولكن يحمل بالمقابل التلميذ الصغير الخطأ الذي يستحق العقاب

الا أن هناك معلمين على قلتهم كانوا مشهورين بالحنان وباللطف الذي يحيطون به الصغير . وأذكر على سبيل المثال معلمين اثنين وهما سي بوجميل وسي الزغواني رحمهما الله .

 


تعليقات