هكذا عشت أيامي الفكرية


عزالدين المدني 


القراءة  اذا كانت تثري القارئ بما أشرنا اليه آنفا فانها تحتوي على معاني الاطلاع والفضول لدى القارئ ’ والفضول انما هو طلب المزيد من الاطلاع والمعرفة لأسباب جمة ولأهداف وغايات عديدة .

أحب الوحدة فأقرأ كتابا مثنى وثلاث ورباع وخماس لأفهم محتواه وأتروى فيما احتج به وما ادعاه من الآراء والأفكار . وقراءتي هذه للكتب الفلسفية والعلمية  لا لكتب أخرى .

وأتذكر ان ثلة من الزملاء والأحباب قد تعاهدوا على محبة الفكر والفن والعلم والفلسفة ’ وتواعدوا على أن يتلاقوا كل أسبوع في بيت عائلة أحدنا ثم اتفق الجميع على عقد ندواتنا الأسبوعية  في بيت  من اقترح ايواءنا جميعا وذلك في دار عربية تقع بنهج دار الباشا بالمدينة العربية . وهواء هذه الدار العربية بارد بالقياس الى ريح الشهيلي التي تحرق حي باب سويقة والحلفاوين , وكذلك كنا في فصل الصيف فلا نتمتع بالنوم في القائلة بل نفتح النقاش بيننا بعد النظر أياما في كتاب فلسفي ككتاب "مقالة المنهج " لديكارت مثلا أو كتاب "الأفكار " لباسكال ولربما ننتقل إلى كتب فلسفية أو علمية حديثة ككتب هنري برقسون .

ويحتدم النقاش بيننا طيلة حوالي ساعتين ثم يخفت شيئا فشيئا ’ وأنا أتعلم منهم وهم مني بل يتعلّم بعضنا عن بعض ما لم يقرؤوه أو ما لم يفهموه وما لم يستوعبوه...ثم ينفض مجلسنا وقت العشية بنسماتها وفلّها وياسمينها وكأس التاي بالنعناع تشرب في قهوة الحاج علي. وتساءل زملاء / لماذا يحضر فلان ندوتنا وهو لا يعدّ شيئا لاجتياز شهادة الباكالوريا مثلنا ...لماذا؟...ما يفعل بكلّ هذا ؟ العلم عند الله .


تعليقات