لماذا يعمد شبوح قلب الحقائق ؟

لماذا يعمد شبوح قلب الحقائق ؟

 

 

بقلم / محمد المي

 

عمد الأستاذ إبراهيم شبوح إلى طمس حقيقة وتزييف معلومة تاريخية هامة لا يمكن السكوت عنها لأن السكوت قد يسري في الأذهان سريان النار في الهشيم وتلتبس الأمور على الأجيال الجديدة وتختلط عليهم الحقائق

أصدرت المكتبة الوطنية كتيبا توثيقيا بمناسبة أربعينية وفاة الأستاذ الشاذلي القليبي فيه من الأخطاء المطبعية - الناتجة عن السرعة ربما - وفيه من محاولة طمس الحقائق حيث لم يذكر في التعريف بالشاذلي القليبي مثلا أنه كان عضوا في مجلس المستشارين لدورتين متتاليتين من 16 أوت 2005الى 16 مارس 2011 كما أن الفهرس البيبلوغرافي فيه من النقص ما يندى له الجبين خصوصا إذا كان معد الكتاب هو المكتبة الوطنية وما أدراك ما المكتبة الوطنية

قد نتفهم أخطاء الموظفين ونتجاوزها ولكن لا يمكن السكوت على مغالطات الباحثين والراسخة أقدامهم في العلم إذ يعتبر سي إبراهيم شبوح - أطال الله في أنفاسه - من كبار البلاد ولا يمكن أن يمر قوله متحدثا عن الشاذلي القليبي في كتيب الأربعينية وتحديدا في الصفحة 18 منه يقول " أسس المعهد القومي للآثار والفنون ....."

هل يعلم سي إبراهيم أن المعهد القومي للآثار والفنون أسس سنة 1957؟

هل يعلم سي إبراهيم أن الشاذلي القليبي سنة 1957 لا يزال مدرسا بدار المعلمين العليا ؟

هل يعلم سي إبراهيم أن العلامة حسن حسني عبد الوهاب هو الذي أسس المعهد القومي للآثار والفنون ؟

لقد كان ذلك لما فارق الموظفون الفرنسيون المصالح الإدارية دعي العلامة حسن حسني عبد الوهاب من طرف الأستاذ الأمين الشابي إلى رئاسة المعهد القومي للآثار وبقي يباشر هذه المهمة الى سنة 1962 فأقبل على عمله هذا بجد نادر حيث هيأ بعض الشبان لمعاضدة جهوده لأنه لم يبق من الموظفين الفرنسيين أي موظف فكان لا بد من تأطير تونسيين وتدريبهم وتعليمهم وقد تم في تلك الفترة نقل مصلحة الآثار من محلها القديم (ساباط سوق الفكة ) إلى (دار حسين ) التي كانت مقرا لقائد الجيش الفرنسي ولأركان حربه بساحة القصر وبعد ترميم الدار اتخذ بقسمها الأعلى مكاتب الإدارة وبقسمها الأسفل متحفا للفنون الإسلامية  ولم يكن لهذه الفنون أدنى حظ بين الآثار التونسية

وقد أسس حسن حسني عبد الوهاب مدة رئاسته للآثار خمسة متاحف منها أربعة للأعلاق الإسلامية

متحف علي بورقيبة برباط المنستير

متحف أسد بن الفرات برباط سوسة

متحف إبراهيم  بن الأغلب في القيروان

متحف دار حسين الإسلامي

مستودعا للآثار الكلاسيكية بقرطاجنة في بيت أحد أعيان الرومان

وعن هذا يقول محمد مزالي

" أول ما عرفت الأستاذ الراحل مباشرة كان ذلك بعد الاستقلال في مكتب الأستاذ الأمين الشابي الذي كان آنذاك وزيرا للتربية القومية وقد دعاه ليحمله مسؤولية الإشراف على الآثار التاريخية ببلادنا وبالخصوص الآثار الإسلامية "

لماذا عمد شبوح تغيير الحقيقة ومحاولة كتابة تاريخ جديد ؟ سؤال للبحث والنظر


تعليقات